الصراع في الشرق الأوسط والسودان من بين المواضيع التي تطرقت لها الصحف العربية الصادرة اليوم الإثنين 14 تشرين الأول/أكتوبر2024.

 

العربي الجديد: لبنان ودبلوماسية حافَة الهاوية

اعتبرت بشرى المقطري أنّه بالموازاة مع مشهد الحرب في لبنان تتكشّف دبلوماسية حافَة الهاوية التي يدير وفقها الفاعلون الصراع الإسرائيلي الإيراني في المنطقة وعلى نحو لافت، تُظهر الحرب في لبنان المعطى اللاأخلاقي الذي تُبنى عليه سياسات إدارة الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، حيث تكون أهداف إسرائيل متعينة، وبغض النظر عن انتهاك القانون الدولي أو نتائج أهدافها على السلم في المنطقة، تكون الولايات المتحدة الأداة التي تحقق بنك الأهداف المتغيرة لحليفها

في المقابل ترى الكاتبة أنّ ديناميكية الصراع مع إسرائيل، ونطاقات الردّ العسكري المرتقب تفرض ثقلها على السياسة الإيرانية في الوقت الحالي، بتضمّنه أيضاً مسارات الحرب في لبنان، وتأثيرها على الشكل التحالفي مع حزب الله، وعلى علاقتها بدول المنطقة، إذ إن إيران، وإن حققت أهدافها السياسية من هجومها أخيراً على إسرائيل، ولو بمحاولة موازنة سياسة الردع، وتطمين شبكة حلفائها في المنطقة. وحسب كاتبة المقال في واقع إقليميٍّ مضطرب، تبقى السيناريوهات غير واضحة، والاحتمالات مشروطة بقوة الردع الإسرائيلي وحدوده، الذهاب إلى حرب شاملة أم التأرجح على حافة الهاوية، بحيث يظلّ ترقّب الردّ الإسرائيلي على هجوم إيران وتبعاته على الإقليم، والآلية التي سيتبعها الخصمان وحلفاؤهم في المنطق للردّ هو المسيطر على الوضع الإقليمي.

 

الشرق الأوسط: سوريا على صفيح القوى الإقليمية

كتب فايز سارة أنّه في الأشهر القليلة الماضية، لا سيما في الأسابيع الأخيرة، ارتفعت حصة سوريا في الحضور على وسائل الإعلام العربية والأجنبية، ويتفق الساسة والمهتمون بالمنطقة على أن سوريا تمثل الخاصرة الهشة والضعيفة، ليس بفعل نحو أربعة عشر عاماً من صراع فيها وحولها، بل أيضاً بما صار فيها من سلطات أمر واقع، تخضع لقوى إقليمية ودول كبرى هي بعض من تجسيد الاحتلالات الأجنبية، وهي ساحة صراعات بينية. سياسات دمشق حيال جوارها الإقليمي حسب كاتب المقال، تسعى إلى إرضاء الجميع، دون أن تذهب إلى خيارات تجعلها في خدمة طرف، تاركة الأبواب مفتوحة على الجميع. غير أن هذه السياسة أو بعضها مما كان مقبولاً في وقت سابق، لا يمكن قبوله اليوم وسط تصاعد الصراع السياسي والعسكري. أول الأطراف إسرائيل، وهي حسب الكاتب اللاعب الأساسي الذي ضمن بقاء نظام الأسد، ومرر كل التدخلات التي أدت إلى بقاء النظام رغم ما أبداه من تحفظات على وجود إيران وميليشياتها في سوريا، الذي لم يشكل في يوم من الأيام تحدياً جدياً.

حسب الكاتب إضافة إلى إيران يمثل الطرف التركي القوة الإقليمية الثالثة في التأثير على سوريا، إذ هي ترعى وتدير سلطة الأمر الواقع في الشمال الغربي، ليخلص الكاتب إلى أنّ سوريا اليوم في مرحلة انتقالية، تسعى فيها كل من إسرائيل وإيران وتركيا للسيطرة عليها عبر استخدام كل القدرات والإمكانيات المتاحة، وتترافق تلك المساعي في الجانبين السياسي والعسكري بمتابعة لصيقة من الفاعلين الكبار، لا سيما الولايات المتحدة وروسيا.

 

صحيفة العرب: الدعم السريع ومصر: تحالفات إقليمية تعيد تشكيل التوازنات

كتب عبد المنعم همت العلاقات السودانية – المصرية تتسم بالتعقيد المتزايد في ظل التطورات الأخيرة. فقد أثار خطاب قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، اتهامات مباشرة لمصر بالتدخل العسكري لصالح الجيش السوداني. وتتخذ اليوم المواجهة بين مصر وقوات الدعم السريع أبعادًا جديدة؛ لم يعد الحديث يدور حول الدعم الدبلوماسي أو السياسي، بل تحول الأمر إلى مواجهة عسكرية، وهو ما يعكس تصاعد التوترات بين الطرفين.

وحسب الكاتب قد تؤدي هذه التوترات إلى تشكيل تحالفات جديدة بين قوات الدعم السريع ودول أخرى في المنطقة. ولا تتوقف هذه التحالفات عند حدود الدولتين فقط، بل قد تؤدي إلى إعادة تشكيل العلاقات الإقليمية في القرن الأفريقي وحوض النيل. وقد يشجع تحالف قوات الدعم السريع مع إثيوبيا دولًا أفريقية أخرى على الانخراط، خاصة تلك التي ترى في مصر قوة مهيمنة يجب الحد من نفوذها. وفي هذا الإطار قد تسعى دول مثل إريتريا أو جنوب السودان إلى تعزيز روابطها مع الطرفين المتصارعين لضمان مصالحها الإقليمية. ويمكن أن يكون تأثير هذه التحالفات زلزاليّا على التوازنات في المنطقة. ستجد مصر نفسها محاطة بجبهة إقليمية متماسكة قد تشكل تهديدًا استراتيجيا لمصالحها في مياه النيل وفي المنطقة بشكل عام.