توقف بنا البرنامج عند الموسيقى السمفونية بروح ولمسة عربية خليجية تعطيها سحرا خاصا بإيقاع جديد على مسامعنا في هذا النمط، وكم هو جميل وقعه في نفوسنا.
هذه الموسيقى يؤلفها ويقدّمها المايسترو البحريني وحيد الخان الذي نما عشقه للموسيقى منذ الصغر.
ولم يتردّد في تلبية نداء الأنغام الذي أوصله إلى مصر، حيث درس وتخرّج من معهد الموسيقى بالقاهرة في مطلع الثمانينات، ثم عاد إلى البحرين ليفيد الأجيال الجديدة بمعرفته. ونادته بعد ذلك تجربة أخرى أخذته إلى مكان إقامته الحالية بالإمارات.
يستلهم وحيد الخان الكثير من مؤلفاته من الأهازيج والأغاني الشعبية البحرينية، وهو حين يؤلف موسيقاه لا يكتب أصواتا ونغمات بل يصوّر مشاهد ينهلها من حياته وطفولته ومن الإطار الذي عاش فيه أجمل ذكرياته.
عندما اختار وحيد الخان دراسته الموسيقى الغربية والتعمق فيها، عبّر عن رغبة جامحة في الخروج عن المألوف من الأنماط المتواجدة في منطقة الخليج.
لكنه في نفس الوقت لم يقطع مع جذوره، فقد استخدم في مؤلفاته المقامات والأبعاد والإيقاعات الخليجية بشكل عام والبحرينية بشكل خاص، وبنى عليها بمبدأ التأليف متعدّد الأصوات.
فكانت النتيجة مزيجا فريدا من الموسيقى السمفونية والروح الشعبية الخليجية الأصيلة التي أحبها الجمهور واستساغها لأنه وجد فيها ما يُخاطب وجدانه وذاكرته السمعية.
وحيد الخان أصدر مؤخرا ألبوم "العودة- روح البحرين" بالتعاون مع أوركسترا بودابست في المجر.
واغتنمنا فرصة تواجده في باريس لاستضافته بعدما قدّم حفلا في اليونسكو يوم 15 أبريل حضره جمهور من المثقفين المتذوقين وخرجوا منه مشبعين بالصدق والعمق والأصالة والأنغام الجميلة.
تحدث وحيد الخان عن سعادته بملاقاة الجمهور الباريسي، كما تحدث عن رؤيته الموسيقية ومشاريعه المستقبلية. وسعد بشهادة تقدير واعتراف وصلته من طالبة قديمة درّسها الموسيقى هي الدكتورة حنان معرفي.