شهدت العاصمة الأوكرانية كييف إقامة أكبر معرض للكتاب منذ بداية الغزو الروسي للبلاد قبل عامين وذلك بمشاركة أكثر من 140 دار نشر.
المعرض عرف إقبالا كبيرا على مدار أربعة أيام ضمن مهرجان "بلد الكتاب" الذي يحاول اعادة الحياة الثقافية الى العاصمة الأوكرانية، وذلك برغم التحديات التي واجهت المنظمين بسبب مخاطر القصف الروسي.
حديقة المعارض في العاصمة الأوكرانية كييف تشهد حضورا كبير لمهرجان "بلد الكتاب" الذي يعتبر أكبر تظاهرة ثقافية خاصة بالكتاب تشهدها أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي قبل سنتين.
جاء تنظيم هذا المهرجان الذي عرف مشاركة واسعة من دور النشر الأوكرانية على وجه الخصوص وسط تحديات كبيرة تتعلق بالجانب الأمني ومخاطر القصف الروسي وفق ما تؤكد لودميلا فيت مديرة هذا المهرجان:
«لدينا مشاركة أكثر من 140 دار نشر الى جانب مجال الاعمال ذات العلاقة بالكتاب كم نقيم نحو 200 فعالية ثقافية واعلامية وادبية علي هامش ذلك ليكون هذا الأمر بحجم مهرجان ثقافي تتبادل فيه الخبرات بين النقاد والكتاب ورجال الإعلام وحتى العسكريين الذين يدافعون عن البلاد من مختلف المستويات. نحاول أيضا التعامل مع التحديات والعوائق في هذا المهرجان خاصة ماتعلق منها بعمليات القصف وقد شهدنا اليوم دوي صفارات الإنذار لخمس مرات، لكن هذا الأمر يدفعنا للتحدي وابقاء الحياة الثقافية في البلاد»
عشرات الفعاليات الثقافية والفنية اقيمت على هامش هذه التظاهرة التي تحاول اعادة الحياة الثقافية الى العاصمة الأوكرانية، وساهمت في ربط التواصل بين القراء والكتاب وفق ما يؤكد "ساشكو دارمانسكي" الكاتب المتخصص في أدب الطفل والذي يشارك بمجموعة واسعة من أعماله في هذا المهرجان.
«بسبب تداعيات العدوان الروسي توقفت الكثير من الفعاليات والمهرجانات الخاصة بالكتاب وتعتبر هذه الفعالية اليوم مهمة جدا لنا ككتاب ولـ قرائي من الأطفال وأوليائهم ، فالحرب كان لها تأثير واسع علي نفسيات أطفالنا والكتابة باعتبارها انعكاسا للواقع ستتأثر بهذا الأمر أيضا»
لم تمنع صفارات الانذار و حالات التأهب الجوى ضمن ايام المهرجان من الاهتمام الواسع والحضور الكبير ويبدو القارئ الأوكراني متلهف لمختلف الاصدارات الجديدة كما تقول سفيتلانا مديرة نشر تشارك في هذا المعرض.
«بصراحة مندهشون لمستوى الإقبال الكبير في هذا المعرض في هذا الوقت الصعب ، الظروف الحالية لم تمنع ذلك الناس من شراء الكتب من مختلف المستويات وأنا راضية فعلا عن هذه الفعالية»
تأثيرات الحرب على المزاج العام للقراءة تبدو واضحة أيضا من خلال تصريحات بعض الزوار الذين حضروا هذا المعرض بعد فترة من الانقطاع.
« اهتمامي بالقراءة كبر منذ بداية الغزو الروسي لبلادنا كوسيلة للهروب من الضغط . وقد بدأت بكتب الفانتازيا التي تأخذني الى عالم آخر ، عالم لا اعيش فيه لكنه يدفعني الى تحديث نفسي من خلاله، اعتقد أن الكثير من الناس مهتمون بالحضور إلى هذا المعرض»
« بخلاف الأشهر الأولي للحرب عدت بنهم للقراءة والمطالعة خلال الفترة الأخيرة كوسيلة للهروب من الضغط والتوتر ، وبالنسبة لي تعتبر هذه الفعالية كجنة ابحث فيها عن ما يستهويني »
المهرجان جبهة ثقافية لا تقل أهمية عن جبهات القتال في الميدان الأوكراني وفق رؤية السلطات الأوكرانية ، وما تسمية هذا المهرجان بـ بلد الكتاب إلا تعبير رمزي عن أهمية فعل القراءة في حياة الأوكرانيين.