سنوات طويلة اعتاد البريطانيون على استخدام صندوق سياراتهم لبيع سريع لحاجيات لم يعودوا بحاجة اليها انها ظاهرة أسواق الكاربوت سايل التي أصبحت من أهم الأسواق الشعبية التي تجد فيها العوائل البريطانية مناسبة للتجمع لبيع حاجات عادة ما تكون مستعملة الهدف تحقيق ربح سريع دون الدخول في متاهات الضريبة هي أيضا مناسبة لتدريب الصغار على أساليب البيع و الشراء.
كار بوت سايل المعنى الحرفي هو البيع من صندوق السيارة وقد بدأت هذه العادة في الانتشار في انجلترا منذ أن أدخلها قس كاثوليكي اسمه الأب كلارك عام ألف وتسع مئة وسبعين.
هكذا يأتي الناس بسياراتهم كل يوم سبت وأحد وهي محملة بكل أنواع الأغراض المستعملة لبيعها في ما يشبه الأسواق الشعبية التي يجد فيها كل مشتر ضالته.
ألكسندر، طالب جامعي:
هذا تقليدٌ عريقٌ في لندن فالناسُ يأتونَ إلى هنا لينفِقوا أموالَهم في شراءِ أغراضَ رخيصة.. هي أيضا فرصة لعقدِ لقاءاتٍ اجتماعية، للتعرف على الناس وقضاء يوم جميل مثل اللندنيين ... في الأصل كان الناس يبيعون الخضار والفواكه ومع مرور الوقت بدأوا في بيع أغراض أخرى مثل الملابس ولكنهم تحولوا مؤخرا إلى بيع أزياء جاذبة.
بحُكمِ العادة فإن الكاربوت سايل صارَ المكانَ المفضلَ للجمعياتِ الخيرية تبيعُ فيه ما يمنحُه الناس من أغراض مُستعملة.
الدخول اليه يستلزمُ دفعَ رسومٍ تعود لخدمةِ المعوزين. هي سوق للفقراء ومن أجلهم، لكنّ هذا الوضعُ بدأ في التغيّر
دايسي، بائعة:
إنه بامتياز المكانُ الذي يجمعُ كلَّ الناس على اختلافاتِهم ...
الرائع في الكاربوت سايل هو المجيءُ في الصباحِ الباكر قبل أن يستيقظَ الناسُ وبمجردِ ما تصل يحدثُ نوعٌ من الاندفاعْ!
لكن أعتقدُ أن الأمر قد تغير مؤخرا، فصارَ يرتادُ هذه السوق أناسٌ ولِعون بالأزياء، خاصةً بالملابس التي يعرِضونَها، بحيثُ أنك ستعثرُ لا مَحالة على ما تريدْ
ومع تراجع القدرة الشرائية للبريطانيين صار رواد الكاربوت سايل من كل الطبقات.
هاري، من هواة أسواق الكاربوت سايل
إذا نظرتَ من حولِك هنا وفي كل الأماكن التي يُقام بها الكاربوت سايل، خاصة في الضواحي، فستكتشفُ هذا الاختلاطَ بين الطبقةِ العاملة والمتوسطة...
منهم من يبيع أغراضا، ومنهم من يشتري أغراضا لمنزله، مثل اللوحاتِ الزيتية والملابسِ وأشياءَ ثمينة.
بعد ذلك كما يقال كل يجد ما يريد الفقراء يطمعون في العثور على أغراض رخيصة تتماشى مع قدرتهم الشرائية والأغنياء على أشياء ثمينة ونادرة بسعر بخس
جورج، مدرس:
سمعتُ أحدَهم يبيعُ سترةً بثلاثِ مئةِ جنيه، قرب محلٍ يبيعُ خمسةَ أغراضٍ بخمسةِ جنيهات... هو فعلا خليطٌ حقيقي، خاصةً بهذا الحي" هاكني"...وفي أحياءَ لندنية كثيرة، حيث يتجاورُ الناسُ في نفسِ المكانِ مع فروقَ اجتماعية واسعة بينَ ميسورٍ وصاحبِ دخلٍ محدود.
في كل الأحوال فإن أسواق الكاربوت سايل تعد الوجه الاجتماعي غير المقنع للبريطانيين في تدبير حياتهم اليومية.