
Sign up to save your podcasts
Or
وجهت لي صديقتي منذ أيام نصيحة لطالما كانت أمي، بدورها، ترددها على مسامعي منذ صغري: "خدي نفس قبل ما تخرطشي فردِك يا جمانة"، أي "لا تتسرّعي في كلامك وردود فعلكِ!". وهما الاثنتان، أمي وصديقتي، محقتان بإعطائي هذه النصيحة، تماماً مثلما هما الاثنتان مخطئتان. وسوف أشرح لماذا.
لطالما كنتُ من نوع الناس الذين "يلي بقلبن ع راس لسانن"، كما نقول في لبنان، وقد أوقعني ذلك في عدد لا يستهان به من المشاكل، صحيح، لكنه أيضاً منحني القدرة على أن أكون شفافة وحقيقية بلا مساومات، وهي قوة خارقة في زمن الأقنعة والزيف والأكاذيب.
بعض البشر يعتقد أنه كلما ازداد تكتماً وانغلاقاً وأسراراً، ازداد قدرة على حصد رضا الآخرين. أما أنا، فمن المقتنعين بأنه إذا كان المرء مكشوفاً الانكشاف التام أمام ذاته والآخرين، فإنه لا بدّ من أن يكون رابحاً حتى لو لم يتمكن من إرضاء أحد. وهو رابح ليس فقط لأنه يمارس حقه في أن يكون نفسه، بل أيضاً لأن الشفافية والانفتاح هما في رأيي شرطان جوهريان لحياة طبيعية.
أقول ذلك لأن المرء لا يستطيع أن يحيا حياة طبيعية إذا كان يكبت على الدوام آراءه ومشاعره وانفعالاته، ويقول غير ما يضمر، ويعيش غير ما يشتهي، لأنه سيصير حكماً كمن لا يملك هواء يتنفسه. ولأنه، أيضاً وخصوصاً، سوف يمضي أيامه مقولباً نفسه ليرضي الآخرين، الى أن يكتشف بعد فوات الأوان أنه لم ينجح في إرضاء أحد، والأفدح، لم ينجح في إرضاء نفسه خصوصاً.
لا أدعو الى أن يكون المرء بانفتاحه مشرِّعاً ذاته تشريعاً يحرمها حميميتها وتوازناتها الأساسية، ولا أن يكون بشفافيته مؤذياً وعدائياً بلا مبرر. لا. ليس هذا ما أقصده. بل أن يكون الشخص بكل بساطة مقيماً تحت ضوء مشترك مع الآخرين من دون أن يطمس ضوءه. سوف يجعله ذلك أكثر إشراقاً وتنوعاً وغنى، وفي الآن نفسه أكثر تماسكاً وتجذراً وارتباطاً بجوهر ذاته.
وجهت لي صديقتي منذ أيام نصيحة لطالما كانت أمي، بدورها، ترددها على مسامعي منذ صغري: "خدي نفس قبل ما تخرطشي فردِك يا جمانة"، أي "لا تتسرّعي في كلامك وردود فعلكِ!". وهما الاثنتان، أمي وصديقتي، محقتان بإعطائي هذه النصيحة، تماماً مثلما هما الاثنتان مخطئتان. وسوف أشرح لماذا.
لطالما كنتُ من نوع الناس الذين "يلي بقلبن ع راس لسانن"، كما نقول في لبنان، وقد أوقعني ذلك في عدد لا يستهان به من المشاكل، صحيح، لكنه أيضاً منحني القدرة على أن أكون شفافة وحقيقية بلا مساومات، وهي قوة خارقة في زمن الأقنعة والزيف والأكاذيب.
بعض البشر يعتقد أنه كلما ازداد تكتماً وانغلاقاً وأسراراً، ازداد قدرة على حصد رضا الآخرين. أما أنا، فمن المقتنعين بأنه إذا كان المرء مكشوفاً الانكشاف التام أمام ذاته والآخرين، فإنه لا بدّ من أن يكون رابحاً حتى لو لم يتمكن من إرضاء أحد. وهو رابح ليس فقط لأنه يمارس حقه في أن يكون نفسه، بل أيضاً لأن الشفافية والانفتاح هما في رأيي شرطان جوهريان لحياة طبيعية.
أقول ذلك لأن المرء لا يستطيع أن يحيا حياة طبيعية إذا كان يكبت على الدوام آراءه ومشاعره وانفعالاته، ويقول غير ما يضمر، ويعيش غير ما يشتهي، لأنه سيصير حكماً كمن لا يملك هواء يتنفسه. ولأنه، أيضاً وخصوصاً، سوف يمضي أيامه مقولباً نفسه ليرضي الآخرين، الى أن يكتشف بعد فوات الأوان أنه لم ينجح في إرضاء أحد، والأفدح، لم ينجح في إرضاء نفسه خصوصاً.
لا أدعو الى أن يكون المرء بانفتاحه مشرِّعاً ذاته تشريعاً يحرمها حميميتها وتوازناتها الأساسية، ولا أن يكون بشفافيته مؤذياً وعدائياً بلا مبرر. لا. ليس هذا ما أقصده. بل أن يكون الشخص بكل بساطة مقيماً تحت ضوء مشترك مع الآخرين من دون أن يطمس ضوءه. سوف يجعله ذلك أكثر إشراقاً وتنوعاً وغنى، وفي الآن نفسه أكثر تماسكاً وتجذراً وارتباطاً بجوهر ذاته.
3 Listeners
126 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
4 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
118 Listeners
4 Listeners