
Sign up to save your podcasts
Or
يخيّل للبعض أنهم يعرفونني. بل أنهم يعرفونني جيداً وعميقاً وبشكل كامل. أعني، خصوصاً، بعض أولئك واللواتي الذين لم ألتق بهم يوماً على أرض الواقع، بل هم صادفوني ربما على صفحات أحد كتبي، أو لعلّهم يتابعونني على منصة ما من منصات التواصل الاجتماعي. يبادرونني بثقة قاطعة: "أنتِ كذا وكذا. تحبين كذا وتكرهين كذا. وهلّم". أسمعهم فأبتسم في سرّي. أفكّر: نيالّهم على هذا اليقين! كيف لا وأنا نفسي أكاد لا أعرف نفسي حتى الآن، وأتفاجأ بي على الدوام؟
لا أقول هنا إني كاذبة في ما أكتب أو أنشر أو أعلن. لا بل أستطيع أن أجزم بضمير مرتاح أن كل كلمة صدرت عني هي تعبير عن لحظة صدق مطلقة مع ذاتي ومع الآخر. هذا ملعبي في الكتابة وفي الحياة على السواء، ولا يعنيني أن أكون سوى ذلك: شرسة، بل أكاد أقول "مجرمة"، في تطرفي للشفافية ولما يسميه البعض وقاحة. لكني أعرف أيضاً أنني أتغيّر كل يوم وكل لحظة، وهذه حالنا جميعاً. البعض يتغيّر من دون أن ينتبه، لأن إدراك التغيير الحاصل فينا يتطلب مراجعة مستمرة للذات، وطرحاً حثيثاً لأسئلة معظمها مزعج. شخصياً، أعشق طرح الأسئلة، المزعج منها خصوصاً، على نفسي، حتى أنه يمكنني أن أزعم أنها "رياضتي" المفضلة. إنها شكل من أشكال تحدي الذات ومسلّماتها، وربما حتى محفّزٌ على إعادة اختراعها في بعض الظروف.
في اختصار، لا أحد يعرف أحداً حقاً. غالباً ما نكون محض انعكاسات لما يريد الآخر أن يراه فينا. ولا بأس بذلك. لكنّ المهم، أقله عندي، ألا نكون زائفين عن سابق تصوّر وتصميم، مهما كانت ذريعة الزيف: أكانت خوفاً أو خجلاً من إشهار الذات الحقيقية، أو رغبة مرضية في خداع الآخرين.
الحياة أقصر من أن نزعبر، صدقوني.
يخيّل للبعض أنهم يعرفونني. بل أنهم يعرفونني جيداً وعميقاً وبشكل كامل. أعني، خصوصاً، بعض أولئك واللواتي الذين لم ألتق بهم يوماً على أرض الواقع، بل هم صادفوني ربما على صفحات أحد كتبي، أو لعلّهم يتابعونني على منصة ما من منصات التواصل الاجتماعي. يبادرونني بثقة قاطعة: "أنتِ كذا وكذا. تحبين كذا وتكرهين كذا. وهلّم". أسمعهم فأبتسم في سرّي. أفكّر: نيالّهم على هذا اليقين! كيف لا وأنا نفسي أكاد لا أعرف نفسي حتى الآن، وأتفاجأ بي على الدوام؟
لا أقول هنا إني كاذبة في ما أكتب أو أنشر أو أعلن. لا بل أستطيع أن أجزم بضمير مرتاح أن كل كلمة صدرت عني هي تعبير عن لحظة صدق مطلقة مع ذاتي ومع الآخر. هذا ملعبي في الكتابة وفي الحياة على السواء، ولا يعنيني أن أكون سوى ذلك: شرسة، بل أكاد أقول "مجرمة"، في تطرفي للشفافية ولما يسميه البعض وقاحة. لكني أعرف أيضاً أنني أتغيّر كل يوم وكل لحظة، وهذه حالنا جميعاً. البعض يتغيّر من دون أن ينتبه، لأن إدراك التغيير الحاصل فينا يتطلب مراجعة مستمرة للذات، وطرحاً حثيثاً لأسئلة معظمها مزعج. شخصياً، أعشق طرح الأسئلة، المزعج منها خصوصاً، على نفسي، حتى أنه يمكنني أن أزعم أنها "رياضتي" المفضلة. إنها شكل من أشكال تحدي الذات ومسلّماتها، وربما حتى محفّزٌ على إعادة اختراعها في بعض الظروف.
في اختصار، لا أحد يعرف أحداً حقاً. غالباً ما نكون محض انعكاسات لما يريد الآخر أن يراه فينا. ولا بأس بذلك. لكنّ المهم، أقله عندي، ألا نكون زائفين عن سابق تصوّر وتصميم، مهما كانت ذريعة الزيف: أكانت خوفاً أو خجلاً من إشهار الذات الحقيقية، أو رغبة مرضية في خداع الآخرين.
الحياة أقصر من أن نزعبر، صدقوني.
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
3 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
119 Listeners
3 Listeners