
Sign up to save your podcasts
Or
أميركا، أرض الفرص المزعومة، بلاد "مكروهة". هذا ليس افتراضاً، أو اتهاماً، بل واقع محض. إذ تشهد الولايات المتحدة منذ زمن ليس بالقصير تكاثر مظاهر الثقافة المعادية لها في العالم عموما، وفي أميركا أيضا، نتيجة مجموعة كبيرة من المبرّرات الإنسانية والاقتصادية والسياسية الخاصة والعامة. في مواجهة ذلك يقول الكاتب والأستاذ الجامعي الأميركي فيكتور هانسون: "الأميركيون وجدوا دواءً لشلل الاطفال والسلّ، واخترعوا لقاحا ضد مرض التهاب الكبد وطوّروا تقنيات المسح الشعاعي بواسطة الكومبيوتر والتصوير بالرنين المغنطيسي والعلاج الكيميائي الحديث. الأميركيون اخترعوا ألعاب الفيديو والانترنت والكومبيوتر وماكينات سحب المال والتلفزيون والطائرة واللايزر وآلة الفيديو، وعددا لا يُحصى من الاختراعات الأخرى التي جعلت حياتنا أفضل. فكيف يمكن أحداً ان يكره كل هذا؟".
هنا قد اضيف بدوري، بداعي النزاهة الفكرية: دعونا لا ننسى أنها أعطتنا أيضا كتّابا بقامة وليام بوروز، ارنست همنغواي، جي دي سالنجر، جاك كيرواك، تشارلز بوكووسكي، هنري ميللر، نورمان مايلر، والت ويتمان، سوزان سونتاغ، كي لا نذكر سوى هؤلاء. فلطالما حفل تاريخ الأدب الأميركي بالمنتهكين الضروريين والخارجين على القانون الذين ثاروا ضد المحرّمات والممنوعات والتسويات والرقابات وكل ما هو "لائق سياسيا" حتى ليغدو من فرط لياقته بلا أي مذاق.
لكن الجواب عن سؤال هانسون ليس بالصعب، فأميركا المكروهة ليست بالضحية لا من قريب ولا من بعيد: يكفي أن نذكر عجرفتها السياسية وتعملقها العسكري وعبادتها الدولار وجشعها وغطرستها وأنانيتها وازدواجيتها وتحيّزها وطهرانيتها الخبيثة وعدم احترامها المؤسسات الدولية وهيمنة نفوذ الشركات على سياستها وثقافتها وتدخلها في شؤون البلدان الأخرى وتراجع صفتها الإنسانية لمصلحة التوحش والتطورات التكنولوجية ومنطقها الاقتصادي القائم على شريعة الغاب وسياستها الخارجية الظالمة ودعمها الأعمى لإسرائيل واقتناعها بأن لا خلاص لأي بلاد مأزومة في العالم من دون جزمات الجيش الأميركي، لكي "نستوعب" سبب مدّ الكراهية حيال تلك البلاد.
آمل حقا أن تعود الولايات المتحدة أرضا للفرص. لا الكانيبالية منها، مثلما هي اليوم، بل الانسانية فحسب. الانسانية بامتياز.
أميركا، أرض الفرص المزعومة، بلاد "مكروهة". هذا ليس افتراضاً، أو اتهاماً، بل واقع محض. إذ تشهد الولايات المتحدة منذ زمن ليس بالقصير تكاثر مظاهر الثقافة المعادية لها في العالم عموما، وفي أميركا أيضا، نتيجة مجموعة كبيرة من المبرّرات الإنسانية والاقتصادية والسياسية الخاصة والعامة. في مواجهة ذلك يقول الكاتب والأستاذ الجامعي الأميركي فيكتور هانسون: "الأميركيون وجدوا دواءً لشلل الاطفال والسلّ، واخترعوا لقاحا ضد مرض التهاب الكبد وطوّروا تقنيات المسح الشعاعي بواسطة الكومبيوتر والتصوير بالرنين المغنطيسي والعلاج الكيميائي الحديث. الأميركيون اخترعوا ألعاب الفيديو والانترنت والكومبيوتر وماكينات سحب المال والتلفزيون والطائرة واللايزر وآلة الفيديو، وعددا لا يُحصى من الاختراعات الأخرى التي جعلت حياتنا أفضل. فكيف يمكن أحداً ان يكره كل هذا؟".
هنا قد اضيف بدوري، بداعي النزاهة الفكرية: دعونا لا ننسى أنها أعطتنا أيضا كتّابا بقامة وليام بوروز، ارنست همنغواي، جي دي سالنجر، جاك كيرواك، تشارلز بوكووسكي، هنري ميللر، نورمان مايلر، والت ويتمان، سوزان سونتاغ، كي لا نذكر سوى هؤلاء. فلطالما حفل تاريخ الأدب الأميركي بالمنتهكين الضروريين والخارجين على القانون الذين ثاروا ضد المحرّمات والممنوعات والتسويات والرقابات وكل ما هو "لائق سياسيا" حتى ليغدو من فرط لياقته بلا أي مذاق.
لكن الجواب عن سؤال هانسون ليس بالصعب، فأميركا المكروهة ليست بالضحية لا من قريب ولا من بعيد: يكفي أن نذكر عجرفتها السياسية وتعملقها العسكري وعبادتها الدولار وجشعها وغطرستها وأنانيتها وازدواجيتها وتحيّزها وطهرانيتها الخبيثة وعدم احترامها المؤسسات الدولية وهيمنة نفوذ الشركات على سياستها وثقافتها وتدخلها في شؤون البلدان الأخرى وتراجع صفتها الإنسانية لمصلحة التوحش والتطورات التكنولوجية ومنطقها الاقتصادي القائم على شريعة الغاب وسياستها الخارجية الظالمة ودعمها الأعمى لإسرائيل واقتناعها بأن لا خلاص لأي بلاد مأزومة في العالم من دون جزمات الجيش الأميركي، لكي "نستوعب" سبب مدّ الكراهية حيال تلك البلاد.
آمل حقا أن تعود الولايات المتحدة أرضا للفرص. لا الكانيبالية منها، مثلما هي اليوم، بل الانسانية فحسب. الانسانية بامتياز.
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
3 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
119 Listeners
3 Listeners