عناوين النشرة العلمية :

- العام 2024 كان حارا جدا وكان العام الأوّل الذي تخطى فيه معدل الاحترار عتبة 1,5 درجة مئوية

- النوم يساعد الدماغ على تخزين وحفظ اللغات الجديدة بفضل التذبذبات الكهربائية البطيئة

- أكبر طائر قُطرس على الإطلاق ينتظر عن عمر 74 عاما تفقيس بيضة

خدمة تغير المناخ (C3S) التابعة لمرصد "كوبرنيكوس" الأوروبي وبعدما شهد العالم الشهر الفائت ثاني أكثر أشهر تشرين الثاني/نوفمبر دفئا على الإطلاق، أعلنت أن العام 2024 سيكون العام الأول الذي يتجاوز فيه الاحترار العالمي عتبة 1,5 درجة مئوية مقارنة بمعدلات الحرارة في فترة ما قبل الثورة الصناعية، وهو الحد الأقصى المحدد بموجب اتفاقية باريس.

شهد شهر تشرين الثاني/نوفمبر الفائت سلسلة أعاصير مدمرة في آسيا واستمرارا لحالات الجفاف التاريخية في جنوب القارة الإفريقية ومنطقة الأمازون، وكان أكثر دفئا بمقدار 1,62 درجة مئوية من معدلات الحرارة لشهر تشرين الثاني/نوفمبر في الأوقات العادية حين لم تكن فيه البشرية تحرق النفط أو الغاز أو الفحم في المناطق الصناعية.

نشير إلى أنّ أحدث حسابات صادرة عن الأمم المتحدة أظهرت أن العالم ليس على المسار الصحيح على الإطلاق للحد من التلوث الكربوني لتجنب تفاقم خطر موجات الجفاف أو الحر أو الأمطار الغزيرة التي لها أعباء مادية مكلفة لحياة البشر وللاقتصاد. إلى هذا، إنّ السياسات الحالية للدول تقود العالم نحو ارتفاع "كارثي" في معدلات الحرارة بمقدار 3,1 درجات مئوية خلال هذا القرن، أو حتى 2,6 درجة مئوية إذا تم الوفاء بالوعود بتحسين الأداء المناخي على الصعيد العالمي، وفق برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

وأمام الدول مهلة حتى شباط/فبراير 2025 لتقدّم إلى الأمم المتحدة مراجعة لأهدافها المناخية لعام 2035، والتي تسمّى "المساهمات المحددة وطنيا".

  

كيفية تخزين وترسيخ كلمات التعلّم الجديدة في الدماغ 

 

ترسيخ الكلمات الجديدة والقواعد النحوية المعقدة، أثناء تعلم لغة جديدة يحصل بفضل ما يحصل في الدماغ أثناء ساعات النوم العميق . فنقلا عن دراسة وردت في مجلة Journal of Neuroscience  وكان كتبها باحثون من جامعة جنوب أستراليا أخضعوا 35 شخصا يتكلّمون الإنكليزية لدورة تعلم لغة مصطنعة ومشتقة من اللغة الصينية المندرينية، اتّضح أنّ التذبذبات البطيئة slow oscillations التي تشير إلى أنماط من النشاط الكهربائي منخفض التردد في الدماغ تحدث أثناء النوم العميق. تعتبر هذه التذبذبات البطيئة مهمة لأنها تُنسّق بين مناطق مختلفة في الدماغ وتسهم في نقل المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى (الحُصين) إلى الذاكرة طويلة المدى (القشرة الدماغية)، وهذا ما يُعزز عملية تثبيت الذكريات والتعلم.

النتائج التي توصّل إليها الأستراليون تمتدّ آثارها إلى مجالات تتجاوز مجرد اكتساب مهارة تعلم لغات جديدة، إذ تقترح الدراسة نماذج علاجية جديدة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات لغوية مثل اضطراب طيف التوحد أو الحبسة الكلامية، والذين غالبا ما يواجهون صعوبات في النوم.

فيقترح الدكتور Zachariah R. Cross أن تقنيات مثل التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة يمكن أن تُستخدم لتعزيز التذبذبات البطيئة من أجل تسريع عملية علاج النطق واللغة لدى المصابين بالحُبْسة الكلامية.

 

التقدّم في السنّ لا يمنع الإباضة والخصوبة لدى طيور القطرس

 

في عالم الطيور، نصادف أحيانا غرائب عجيبة كالقصّة الواقعيّة لأنثى طائر القُطرس Albatros التي تسمّى Wisdom والتي تراقب بفضل حلقة ثبّتت عليها بعدما وضعت بيضتها الأولى في العام 1956، عندما كان عمرها خمس سنوات، سنّ النضج الجنسي لطيور القطرس. الخبر الجميل ليس هنا لا بل هو في أنّ أنثى طائر القُطرس wisdom وضعت عن عمر 74 عاما بيضة جديدة سوف تفقس قريبا في جزر Midway  في وسط المحيط الهادئ شمال هاواي، حيث سبق وأن منحت الطبيعة في مكان تعشيشها أكثر من 50 بيضة في حياتها.

 

إنّ الأمل المتوسّط للحياة لدى طيور القطرس هو 50 عاما لكنّ الأنثى wisdom وضعت بيضة في عمر متقدّم هو 74 عاما. طيلة عقود، كانت wisdom وفيّة لشريكها المعتاد حين نعلم أنّ طيور القُطرس البحرية الكبيرة معروفة باختيارها شريكا واحدا طيلة عمرها. لكنْ ما يجعل تصرّفات wisdom  فريدة بحسب البيولوجي Jonathan Plissner هو أنها بحثت عن شريك آخر بعدما اختفى حبيبها الأوّل منذ سنوات. فضلا عن أنّ عمرها الذي سيناهز بحلول نهاية هذا الشهر 74 عاما يجعلها أكبر طائر برّي معمّر يُسجَّل على الإطلاق.

 

تجدر الإشارة إلى أنّ طيور القطرس البيضاء والسوداء تتميز بمقدرة فعالة في الطيران والتحليق لمسافات طويلة وتستطيع أن تقطع آلاف الكليومترات في رحلة واحدة. ومن أصل 22 نوعًا من طيور القطرس هناك 18 نوعا مهددا بالانقراض، بما في ذلك نوعان معرضان لخطر الاختفاء الداهم.