
Sign up to save your podcasts
Or
قبل فترة كانت على تيك توك مراهقات من دول مختلفة، خاصة أمريكا، يتغزّلن بشابّ حوثيّ، وهو يصوّر نفسه يرقص على السفينة التي سيطر عليها الحوثيّون. كان هذا الشاب الحوثيّ هو الخبر المهم، أي الترند. اليوم لم يعد أحد يذكر ذلك الشاب، الأضواء ذهبت للقيادات السورية بدلاً عن الحوثيّ، فهذا هو الترند الجديد، فنحن في زمن الترند، وكلّ شخص سينال "خمس عشرة دقيقة من الشهرة".
"خمس عشرة دقيقة من الشهرة" استوحيت هذه الجملة من اقتباس منسوب خطأً إلى آندي وارهول: "في المستقبل، سيكون الجميع مشهورين عالميًّا لمدة 15 دقيقة". نُسبت هذه العبارة إلى شخصين آخرين بحسب ويكيبيديا، وكان أوّل استخدام مطبوع للجملة في برنامج معرض عام 1968 لأعمال وارهول في متحف موديرنا في ستوكهولم، السويد. ولكننا نرى اليوم أنّ بفضل وسائل التواصل الاجتماعية تحقّق ذلك فعلاً، وأصبح الجميع يحصل على خمس عشرة دقيقة من الشهرة، أو قد تطول لأشهر بالكثير، وبعد ذلك يذهب الناس لموضوع آخر وينسون الموضوع السابق. قد يكون هذا الأمر مقبولا عندما يتعلّق الأمر بالمشاهير من الفنّانين، فمثلاً مؤخراً أصبحت يسرا ترندا عالميّا في التيك توك بسبب صورها مع أندرو جارفيلد. ولكن عندما يكون الموضوع يتعلّق بالسياسة وبمصير أمم، هل يكون من المقبول أن يكون هناك إعجاب صارخ بقيادات سياسيّة قد تكون إرهابيّة فقط لأنّ أحد أعضائها يبدو وسيماً ونال خمس عشرة دقيقة من الشهرة؟
موضوع التمسّك بالمبادئ والغضب من أجل قضيّة يبدو مختلفاً مع الجيل الجديد، فكما نرى هذا الجيل يتحمّس، ويخرج، ويتظاهر لفترة معينة ثمّ بعد ذلك يذهب تركيزه لموضوع جديد وينسى ما كان ينفعل من أجله. أتساءل دائمًا على أيّ أساس يختار هذا الجيل ما يتحمّس من أجله؟ هل هذا بناء على ثقافة وعلم بالموضوع أم فقط يمضي وراء "الترند"، وشهرة مَن يقودونه لخمس عشرة دقيقة؟
في الحقيقة لا أملك الجواب، ولكن بالتأكيد أننا أصبحنا عبيدًا للترند يفعل بنا ما يشاء. ربّما الترند في الماضي كان موجودًا أيضا في الإعلام التقليديّ كالجرائد والتلفاز، ولكنّ الفرق اليوم هو سرعة انتشار الترند، وسرعة تفاعل الناس، وتأثّرهم وأيضا سرعة نسيان هذا الترند، وسرعة إيجاد ترند آخر.
في عصرنا هذا الغلبة لمن يستطيع أن يؤثّر في وعي الناس، ويستطيع أن يستغلّ الخمس عشرة دقيقة من الشهرة لأقصى حدّ ممكن، ويصنع الفيديوهات الجميلة، ويهيّج مشاعر الناس. ولكنّني أتمنّى لو أننا جميعًا قبل أن ننفعل ونمضي وراء الترند، أن نفكّر، ونبحث، ونقرأ، وأن يكون تفاعلنا لموضوع ناتجا عن وعي، وإيمان حقيقيّ بالقضيّة وليس فقط لأنّه ترند.
قبل فترة كانت على تيك توك مراهقات من دول مختلفة، خاصة أمريكا، يتغزّلن بشابّ حوثيّ، وهو يصوّر نفسه يرقص على السفينة التي سيطر عليها الحوثيّون. كان هذا الشاب الحوثيّ هو الخبر المهم، أي الترند. اليوم لم يعد أحد يذكر ذلك الشاب، الأضواء ذهبت للقيادات السورية بدلاً عن الحوثيّ، فهذا هو الترند الجديد، فنحن في زمن الترند، وكلّ شخص سينال "خمس عشرة دقيقة من الشهرة".
"خمس عشرة دقيقة من الشهرة" استوحيت هذه الجملة من اقتباس منسوب خطأً إلى آندي وارهول: "في المستقبل، سيكون الجميع مشهورين عالميًّا لمدة 15 دقيقة". نُسبت هذه العبارة إلى شخصين آخرين بحسب ويكيبيديا، وكان أوّل استخدام مطبوع للجملة في برنامج معرض عام 1968 لأعمال وارهول في متحف موديرنا في ستوكهولم، السويد. ولكننا نرى اليوم أنّ بفضل وسائل التواصل الاجتماعية تحقّق ذلك فعلاً، وأصبح الجميع يحصل على خمس عشرة دقيقة من الشهرة، أو قد تطول لأشهر بالكثير، وبعد ذلك يذهب الناس لموضوع آخر وينسون الموضوع السابق. قد يكون هذا الأمر مقبولا عندما يتعلّق الأمر بالمشاهير من الفنّانين، فمثلاً مؤخراً أصبحت يسرا ترندا عالميّا في التيك توك بسبب صورها مع أندرو جارفيلد. ولكن عندما يكون الموضوع يتعلّق بالسياسة وبمصير أمم، هل يكون من المقبول أن يكون هناك إعجاب صارخ بقيادات سياسيّة قد تكون إرهابيّة فقط لأنّ أحد أعضائها يبدو وسيماً ونال خمس عشرة دقيقة من الشهرة؟
موضوع التمسّك بالمبادئ والغضب من أجل قضيّة يبدو مختلفاً مع الجيل الجديد، فكما نرى هذا الجيل يتحمّس، ويخرج، ويتظاهر لفترة معينة ثمّ بعد ذلك يذهب تركيزه لموضوع جديد وينسى ما كان ينفعل من أجله. أتساءل دائمًا على أيّ أساس يختار هذا الجيل ما يتحمّس من أجله؟ هل هذا بناء على ثقافة وعلم بالموضوع أم فقط يمضي وراء "الترند"، وشهرة مَن يقودونه لخمس عشرة دقيقة؟
في الحقيقة لا أملك الجواب، ولكن بالتأكيد أننا أصبحنا عبيدًا للترند يفعل بنا ما يشاء. ربّما الترند في الماضي كان موجودًا أيضا في الإعلام التقليديّ كالجرائد والتلفاز، ولكنّ الفرق اليوم هو سرعة انتشار الترند، وسرعة تفاعل الناس، وتأثّرهم وأيضا سرعة نسيان هذا الترند، وسرعة إيجاد ترند آخر.
في عصرنا هذا الغلبة لمن يستطيع أن يؤثّر في وعي الناس، ويستطيع أن يستغلّ الخمس عشرة دقيقة من الشهرة لأقصى حدّ ممكن، ويصنع الفيديوهات الجميلة، ويهيّج مشاعر الناس. ولكنّني أتمنّى لو أننا جميعًا قبل أن ننفعل ونمضي وراء الترند، أن نفكّر، ونبحث، ونقرأ، وأن يكون تفاعلنا لموضوع ناتجا عن وعي، وإيمان حقيقيّ بالقضيّة وليس فقط لأنّه ترند.
3 Listeners
132 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
3 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
119 Listeners
3 Listeners