في مسيرة التحوّل الرقمي، تبحث الشركات والمؤسّسات الحكومية وغير الحكومية عن وسائل تكنولوجية مختلفة لإنقاص التكاليف وتحسين تجربة المستخدم. مكّن الذكاء الاصطناعي التوليدي من استنباط ما بات يُسمّى بالموظف الرقمي Digital worker إلى درجة أن النماذج المتعدّدة لهؤلاء العمّال الآليين الرقميين تتنافس على تطويرها أكثر من شركة عالمية حول العالم.  
 

لم تعد ضربا من الخيال الشخصيات الافتراضية التي يمكننا التحدّث معها عبر الشاشات التفاعلية إذ ستكون هذه الشخصيات في الغدّ القريب محطّ أنظارنا في الخدمات العامّة ومناطق استقبال العملاء. 

خلال تغطيتنا لمعرض التقنية Gitex 2024 في دبي، شهدنا على زيادة ملحوظة للشركات العالمية التي تتسابق فيما بينها لتحسين خدمات الموظّف الرقمي. استرعى انتباهنا الموظّف الرقمي Gen AI Avatar التي تعمل شركة Hewlett-Packard على رفع جودة مهاراته كما أعرب لنا، في التسجيل الصوتي، الاختصاصي في الهندسة الكهربائية ورئيس الخدمات الابتكارية لدى شركة Hewlett-Packard ، مُراد قطقط. 

بدون علم البيانات وتثمينها، إنّ الذكاء الاصطناعي في الموظّف الرقمي لا يستطيع أن يقوم بتشخيص طبّي دقيق لكن بفضل قدراته التعلّمية الدائمة، سيتفوّق الموظّف الرقمي على الطبيب في تشخيص بعض الأمراض أحيانا حسبما قال مراد قطقط. 

ستناط بالموظّف الرقمي مهام ونشاطات عدّة في أكثر من قطاع عمل حيوي إذ أنّ الوظائف غير الخلوقة والتي فيها رتابة وروتين مملّين ستُلغى تدريجيا بفضل الموظّف الرقمي الذي هو سيمارسها مستقبلا وليس البشر، وفقا لرأي مراد قطقط

ما يهمّنا قوله في النهاية هو أنّ دور الموظّف الرقمي لم يعد يقتصر على العمليات البسيطة لدى الشركات الرائدة إنّما بات يُشغّل في العمليات المعقدّة والكبيرة. فحاله حال أي موظّف بشري، راح يتولّى الموظّف الرقمي القيام بكلّ الإجراءات الصعبة في العمليات التجارية بما فيها من عمليات تتعلّق بالمشتريات والتعاقدات وتنفيذ طلبات الشراء واستدراج عروض الأسعار مع إمكانية العمل لأخذ الموافقات والاعتمادات المالية وإرسال أوامر الشراء للجهات المختصّة.