عناوين النشرة العلمية :

- انهيار نظام التيّارات المحيطية AMOC ستكون عواقبه المناخية محسوسة في جميع أنحاء العالم

- جبل فوجي الياباني ما زال خاليا من الثلوج في وضع غير مسبوق من السنة 

- زهرة نادرة في ولاية نيفادا قد تتعرّض للانقراض بسبب بناء منجم لليثيوم 

 

في سلة أخبارنا العلمية التي تطغى عليها أخبار المناخ، إنّ النظام المعقّد من التيارات في المحيط الأطلسي المعروف بدوران انقلاب خط الزوال الأطلسي (AMOC) يتعرّض لانهيار أسرع من المتوقّع من شأنه أن يؤدي لعواقب "كارثية" على دول اسكندينافيا الغارقة في البرد، بينما ترتفع درجة حرارة بقية الكوكب. هذا ما جاء في رسالة مفتوحة إلى قادة مجلس بلدان الشمال الأوروبي تقدّم بها تقريبا أربعون باحثا دوليا يعتقدون أنّ تأثيرات انهيار نظام التيارات المحيطية AMOC ستكون محسوسة على الأرجح في جميع أنحاء العالم من خلال ظواهر مناخية متطرفة كالتحول في أحزمة هطول الأمطار الاستوائية والارتفاع الكبير في مستوى سطح البحر، والزيادة السريعة في معدّلات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بدل امتصاصه من المحيطات.  

يشمل نظام AMOC تيار الخليج الدافئ الذي يساعد على تنظيم الحرارة بين المناطق الاستوائية ونصف الكرة الشمالي، وبالتالي فهو حاسم لظروف المعيشة في القطب الشمالي. ولو انهار نظام التيارات هذا سيهدّد استمرارية الزراعة في شمال غرب أوروبا.

ضعف نظام AMOC على مدى العقدين الماضيين وفق دراسة نُشرت هذا العام لكن لا إجماع حول تاريخ حدوث انهياره الذي قد يحصل جدّيا في العقود المقبلة ولكن قبل العام 2100 بعكس ما توقّع التقييم السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC.  

 

هل جبل فوجي الياباني قد يتعرّى نهائيا من الثلوج السنوية ؟ 

 

تغطي الثلوج جبل فوجي معظم أيام العام باستثناء الفترة من تموز/يوليو إلى أيلول/سبتمبر ليختار الكثير من المتنزهين السير إلى قمّته بعد حلول الظلام لمشاهدة شروق الشمس من على ارتفاع 3776 مترا. في العادة، تكسو الثلوج قمة هذا البركان بدءا من مطلع تشرين الأول/أكتوبر. لكن هذا العام لا يزال أحد أشهر رموز اليابان أي جبل فوجي، خاليا من الغطاء الثلجي، في وضع غير مسبوق في هذا التاريخ من السنة منذ بدء التسجيلات قبل 130 عاما.  بسبب ارتفاع درجات الحرارة، لم يُلاحَظ تساقط للثلوج في جبل فوجي إذ ربما يكون تغير المناخ مسؤولا جزئيا عن هذا التأخير حسبما أفاد يوتاكا كاتسوتا، خبير الأرصاد الجوية في خدمة الطقس المحلية.

يوضح هذا الخبير أنّ اليابان شهدت في العام 2024، الصيف الأكثر سخونة منذ بدء التسجيلات الأولى لأحوال الطقس في العام 1894 إذ أن الارتفاع غير العادّي للحرارة حتى أيلول/سبتمبر المنصرم، حال دون نشوب أي هواء بارد يساعد على تساقط الثلوج.

يعود آخر ثوران بركاني في جبل فوجي إلى ثلاثة قرون.  ومع ذلك، شهد الجبل الأكثر شهرة في اليابان انخفاضا كبيرا في معدلات الارتياد هذا الموسم، نتيجة لقرار السلطات اليابانية فرض رسوم دخول وتحديد حد أقصى يومي لعدد الزائرين بهدف مكافحة السياحة المفرطة.

 

التعدين والكسب المالي يكونان دائما على حساب البيئة والتنوّع البيولوجي 

 

شركة "ايونير" Ioneer الأسترالية حصلت على "تصريح فدرالي" من السلطات الأميركية لبناء منجم لليثيوم في ولاية نيفادا بدءا من العام 2025 في موقع  Rhyolite Ridge حيث تنبت زهرة فريدة من نوعها في العالم قد تتعرّض للزوال بفعل المشروع المنجمي.

تشير شركة "ايونير" إلى أنّ ريولايت ريدج، ذلك الموقع الصخري النائي في الغرب الأميركي، يكفي "لمضاعفة إنتاج الليثيوم الأميركي أربع مرات"، موفّرا المادة الخام لبطاريات 370 ألف سيارة كهربائية سنويا لمدة 25 عاما. لكنّ حماة البيئة صنّفوا هذا المشروع المنجمي من التهديدات الرئيسية لزهرة متوطّنة محلّيا تسمى "Tiehm's buckwheat" ("حنطة تيمز السوداء")، المدرجة في قائمة الأنواع المهددة بالانقراض في الولايات المتحدة.

إنّ زهرة "Tiehm's buckwheat" بعددها الضئيل الذي يناهز 20 ألف عيّنة تقريبا، لا تنتشر سوى على مساحة إجمالية تعادل خمسة ملاعب كرة قدم. يُتوقع أن تقضي شركة Ioneer تدريجا على 22% من موطن هذا النبات، لكنّها تعد بإعادة تأهيل معظم الأراضي المتضررة من غبار سحب التراب التي تثيرها الشاحنات اللازمة للتعدين.

علما بأنّ الشركة الأسترالية أجرت أبحاثا بقيمة 2,5 مليون دولار على هذه الزهرة التي تزرعها حاليا في خيم وتأمل في إعادة زراعتها في موقعها الأصلي. وإذا سارت الأمور وفق المخطط المرسوم للمنجم في نيفادا، تعتزم شركة Ioneer البدء بتعدين الليثيوم "في العام 2028". لكنّ الجمعيات البيئية الأميركية أبدت عدم اقتناعها بالنتائج الإيجابية الواردة في دراسة الأثر البيئي للمنجم، ما مهّد الطريق للترخيص له من قبل السلطات الأميركية، إنّما مركز التنوع البيولوجي Center for Biodiverstiy يعمل على اتخاذ إجراءات قانونية لمنع المشروع حين نعلم أنّ زهرة " Tiehm's buckwheat" تجسد في الولايات المتحدة مسألة دقيقة تتمثل في تبعات التغير المناخي.