برنامج الصحة المستدامة يستضيف د. فرحانه بن لوتاه، الاستشارية في الطب الباطني، والاختصاصية في أمراض الغدد الصماء والسكري، ورئيسة عيادة أمراض القلب وعمليات الأيض في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، لفتح الملف التالي: ما هي الأسباب التي أدت إلى انتشار داء السكري بين الشباب؟
دراسة طبية حديثة تحذر من ارتفاع نسبة الإصابة بالسكري من النوع الثاني عند الشباب
حذّر علماء أوبئة صينيون في المجلة الطبية البريطانية (BMJ) من ارتفاع شديد في نسبة الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني بين الشباب.
هذا وأشار جينخي شي من قسم علم الأوبئة في جامعة هاربين في الصين والباحثون المشاركون معه في الدراسة إلى أنّه في الفترة الواقعة ما بين عامي 1990 وعام 2019، لوحظت زيادة في معدل الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري بين المراهقين والشباب في جميع أنحاء العالم.
و نشير إلى أنّه في النوع الثاني من مرض السكري، ينتج البنكرياس الأنسولين بوفرة لكن خلايا الجسم لا تتقبله، وهذه الحالة تعرف بـ"مقاومة الأنسولين"، وهو على عكس النوع الأول، الذي لا ينتج البنكرياس فيه كميات كافية من الأنسولين لأن الجهاز المناعي يهاجم خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس.
وكان داء السكري من النوع 2 في الماضي لا يصيب عادةً الا كبار السن ولكن نظراً لانتشار "نمط الحياة الغربي"، أصبحت عوامل خطر الاصابة بالسكري منتشرة في جميع أنحاء العالم وبشكل كبير بين الأطفال والمراهقين والشباب.
ونبّه الباحثون الصينيون إلى ارتفاع في معدل الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني في الفئة العمرية ما بين 15 إلى 39 عامًا بمقدار يبلغ الضعف تقريبا.
فبينما كانت نسبة الإصابة في عام 1990 تبلغ 106 حالة تقريبا لكل 100 ألف شخص من هذه الفئة العمرية، ارتفعت الآن إلى أكثر من 183 حالة جديدة.
أما بالنسبة لمعدل الوفيات المرتبطة بمرض السكري، فكانت هناك زيادة طفيفة أيضا عند المراهقين والشباب، من 0.74 لكل 100 ألف شخص في عام 1990 إلى 0.77 لكل 100 ألف شخص في عام 2019.
وأخيرا تجدر الإشارة إلى أنّه في حين توجد نسب مختلفة ومتباينة لهذا التوجّه ما بين الدول الغنية والدول الفقيرة الّا أنّ أهم عامل خطر يؤثّر على جميع المجتمعات في جميع أنحاء العالم هو زيادة الوزن أو السمنة.