التعلّم الآلي Machine learning والذكاء الاصطناعي باتا توأمين لا يفترقان عن بعضهما البعض مع أن مفهوم كلّ واحد منهما مغاير عن الآخر بعض الشيء. على الرغم من أنّ مجمل وكامل مجال التعلم الآلي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، فإن تطبيقات واستخدامات الذكاء الاصطناعي لا تقتصر على التعلم الآلي. المساعد الصوتي Yasmina كان باكورة منتجات التعلّم الآلي التي وصلت من شهر واحد إلى أسواق الإمارات العربية المتحدة، ليلقى دهشة الحاضرين لفعاليات معرض Gitex 2024.  

ابتكرت جموعة التكنولوجيا Yango نموذج اللغة Yango GPT  الذي يتناسب مع ثقافة بلدان الخليج العربي طارحة منتجها من المساعد الصوتي الملقّب باسم "ياسمينة". 

على غرار المساعدين الصوتيين القدماء من قبيل Alexa  و Siri دخلت "Yasmina" على خطّ المنافسة، إنّما ما يميّزها عن أسلافها هو أنها ناطقة باللغة العربية وتتيح خدمة التفاعل الصوتي معها بلهجات عربية وإنكليزية عدّة، وفق ما شرح لنا خلال تواجدنا في معرض Gitex مهندس الاتصالات ومدير الابتكار والتسويق لدى شركة ياسمينة، رامي أبو عرجة. 

في الوقت الراهن، طرح في الأسواق طرازان من المساعد الصوتي "ياسمينة"، الأوّل Yasmina Midi  الذي يلتقط صوت المتحدّث إليه من خلال 4 ميكروفونات ليصدر إجابة بصوت واضح وغامر immersive sound، يتكيف مع مساحة أي غرفة. أمّا الطراز الثاني الأصغر حجما والذي يمكن وضعه في أماكن ضيّقة فيسمّى Yasmina mini. كلا الطرازين يقدّمان خدمات ذكية أذكى من إمكانات المساعدين الصوتيين الآخرين حسبما جاء على لسان رامي أبو عرجة 

المساعد الشخصي ياسمينة يفهم الشخصيات ويقدّم المشورة الخلوقة ويلبّي الطلبات الموسيقية وفق الأذواق بدون التعدّي على الخصوصية الشخصية إذ أنّ بيانات النقاشات التي دارت ما بين المستخدم والمساعد الصوتي تمّحى فور أمر الانسان بمحوها من ذاكرة الآلة المتّصلة بالانترنت، حسبما قال رامي أبو عرجة

مجموعة Yango للتكنولوجيا التي تنشط أعمالها في مجالات عدّة وفي أكثر من ثلاثين بلدا، تعتزم في المستقبل القريب طرح طرازين آخرين من مساعدها الصوتي هما الأوّل   Yasmina Max الذي يتمتّع بمقدرات صوتية عالية الجودة وقوية. أما الطراز الثاني Yasmina light فهو مخصّص للتفاعل الصوتي مع الأطفال حصرا. 

ما يهمّنا قوله في النهاية هو أنّ التفاعل الصوتي ما بين الإنسان والآلة يشهد طفرة من خلال الابتكارات التكنولوجية المدعّمة بالذكاء الاصطناعي ولا زلنا في بداية الطريق. ففي الغدّ القريب سيكون الموظّف الرقمي، ومن خلال شاشة في استقبالنا بغية توجيهنا وإرشادنا في المصارف والمستشفيات والدوائر الحكومية قبل أن نتمكّن من مقابلة الموظّف البشري مع ما يفرضه التحوّل الرقمي من تغيرات جذرية في أنماط العيش.