كنا مررنا به وألقينا تحية الصباح..
بعد ربع ساعة عاد ومر بنا وتوقف أمامنا
: هل هذا خبز لبناني؟ هل أستطيع أن أجربه؟
: هذا عربي شرق أوسطي، تفضل معنا، نسميه مناقيش ويكون بالزعتر والجبنة عادة.. تفضل تفضل..
: شكراً شكراً، قبل أن أجلس أود أن أقول أنا يهودي!
: تفضل، أو أنتظر.. هل عشت أو تعيش هناك؟
: لا لقد زرتها لكن لم أعش هناك
: آسفة، ولكن قبل أن أدعوك للجلوس يجب أن أسأل ما هو موقفك مما يجري؟
: شيء فظيع وجريمة كبيرة، أنا مع السلام ودولتين يعيشان معاً
: بل دولة واحدة! أردت التأكد أنك لم تخدم في الجيش ولست مستوطناً، عدا عن ذلك أهلا وسهلا تفضل معنا في افطارنا.
: - تهدج صوته- أتابع ما يحصل وهو أمر فظيع جداً، ولكن كيف دولة واحدة؟ أين تذهب إسرائيل؟
: لا أعلم أين يذهب الاحتلال عندما ينتهي، ولكن ما أعلمه أنه يجب أن يعود أصحاب الأرض الذين طردوا منها ومن بيوتهم منذ ستة وسبعين عاما اليها، وأن تكون هناك دولة ونظام يمثل الشعب أصحاب الأرض الذين شردوا وقتلوا وسرقت وصودرت أراضيهم وبيوتهم منهم!
: واليهود؟
: الأبرياء منهم يعيشون بين الناس كما عاشوا من قبل، المجرمين مكانهم السجن الا تعتقد ذلك؟
بدا محتاراً وهو يأكل المناقيش ويشرب الشاي ويثني على طعمهم اللذيذ
: أنا ممتن لهذه الفرصة، أن أجلس معكم ونتحدث، هناك أمور كثيرة تعلمتها في مقتبل حياتي تأكدت من أنها كذبة كبيرة فيما بعد، أنا الان في الستينات. أصولي أوروبية مختلفة وأنا الجيل الثالث هنا في كندا.
: إذاً ما لك ودولة على أرض فلسطين في الشرق الأوسط؟
سكت قليلاً
: لماذا لا نتقاسم...؟ أقصد تخيلوا أن هناك معجزة حصلت وتوقف الصراع ومنعت الحرب، لماذا لا نتقاسم في دولتين؟
: تخيل أني أخذت بيتك عنوة ووضعتك في غرفة ثم قتلت عائلتك واحدا واحدا ثم قطعت أطرافك وكنت أضربك يوم بعد يوم.. ثم حصلت معجزة ومنعت أن أضربك وأصبح عليّ أن أترك بيتك، فأتيت إليك أسألك أن نتقاسم البيت هل ستقبل؟
سكت كثيراً
قسمت قطعة من حلوى الهريسة وقدمتها له
: هذا كل ما يمكن أن أتقاسمه معك وتأخذه مني برضاي.
أكملنا الحديث، شكرنا وشكرناه ومضى.