الأسبوع ده ككل أسبوع استيقظنا على حادثة جديدة من حوادث العنف الأسري اللي الواحد مش عارف يهرب منها لفين؟
أبطال الحادثة هم زوجة شابة جميلة وزوج متعلم ومثقف ومعاه جواز سفر دبلوماسي، وجهين ممكن يظهروا كموديلز في إعلان عن الزواج المثالي، لكن ما يحدث خلف الأبواب المغلقة لا يعرفه إلا هم الاتنين وبعض الأصدقاء المقربين. فقد اعتاد الزوج المتعلم المثقف اللي بيعمل في مجالات حقوقية منها حقوق المرأة- اعتاد على التعدي على زوجته بالإهانات اللفظية والمعنوية والجسدية، حتى انتهى الأمر بيها وهي بتسقط من الدور السابع، وهو وهو بينعيها على صفحته على الفيسبوك، قبل أن يظهر فيديو لكاميرا مراقبة يبدو فيه دراعه وهو بيزقها بنفسه من الشباك.
مش أول حادثة ولا آخر حادثة، لكن المميز فيها هي ارتفاع المستوى الثقافي للطرفين. واستمرار العلاقة المعطوبة دي لمدة تزيد عن ٨ سنوات نتج عنها طفلين.
بعد أي حادثة شبيهة خاصة في الظروف المشار إليها أول سؤال بيخطر في بالنا هو: طب هي ليه صبرت ده كله؟ ليه ما طلبتش الطلاق؟ ليه ما سابتهوش ومشيت؟
الأسباب اللي بيخمنها الجميع بتترواح في الحالات دي بين إن يمكن الزوجة كانت محتاجة تستمر في الزواج عشان مش هتقدر تعيش لوحدها بما إنها تخلت عن شغلها ومصدر دخلها في سبيل كونها زوجة وأم، وده حال ستات كتير في مختلف الطبقات.
وردا على المبرر ده ، وتاني وتالت ورابع بنقول: استقلالك المادي وشغلك مش هزار ومش رفاهية ومش عشان تشغلي نفسك ومش عشان بتسلي نفسك بيه!
استقلالك المادي بيفرق بين انك تبقي مضطرة تبلعي إهانتك قصاد لقمتك، وإنك تقدري تخرجي نفسك من وضع لو استمر هيتسبب في نهايتك!
سبب تاني بيرجحه البعض وهو إن الست في الحالة دي بيصعب عليها إنها تحمل لقب مطلقة. كلنا عارفين إن المجتمع بيوصم المرأة مطلقة خاصة لو كانت مطلقة عن طريق المحكمة، وبيصعب عليها حياتها، ويبصلها دايما بنوع من الاتهام، لذلك بتستمر في الجوازة الهم دي اتقاءا لمواجهات محتملة مع المجتمع وتجنبا لكلام الناس.
وردا على المبرر ده برضه خليني أسأل: وماذا يضيرنا من كلام الناس؟.
ما يتكلموا، هيحصل إيه؟ هل حد هيطردها من بيتها مثلا؟ هل هيوقفولها شغلها؟ هل هيستنوها تحت البيت بالمشاعل ويقولوا الغازية لازم ترحل؟
بالطبع ما بانفيش إن بيكون فيه مضايقات وترصدات، لكن لما نيجي نقارنها باحتمال إن الست تفقد حياتها وأولادها يفقدوا أمهم، لأ .. وقتها الاختيار المفروض يكون محسوم.
أما بقى لو الزوجة من نوعية الستات اللي بترفع شعار "i can fix him"
فالإصلاح بيتوقف القطار بتاعه عند أول محطات الاعتداء الجسدي، لأن اللي بيرفع إيده عليكي مرة هيرفعها ١٠٠ مرة ونواياكي الحسنة مش هي اللي هتوقفه
على صعيد آخر بأه هو مافيش حد في المجتمع ملاحظ ان موضوع قتل الزوجات ده بقى أكبر شويتين من مجرد (حوادث فردية)؟
هل فيه أي جهة هتشيل مسئولية تحريك مشروع قانون العنف الأسري؟. هل الأزهر هيدي أي تعليمات للشيوخ والخطباء لتضمين مناهضة العنف ضد المرأة في الخطب والدروس في المساجد؟. هل مجلس حقوق المرأة يقدر ينفذ أي ضغط على الحكومة لوضع الموضوع ده على أچندة المناقشات المجتمعية حتى؟
والا هنفضل كده نتحدف من البلكونات!