تم البدر بدري والأيام بتجري، والله لسه بدري يا شهر الصيام.
الأغنية الرسمية لبدء مراسم وداع الشهر الكريم، بنحس وقت سماعها بإحساس الطالب اللي سمع المراقب بيقول فاضل نص ساعة على لم الورق، ونبص لنفسنا في المراية بخوف وبتعبير: هو احنا لحقنا؟! ونطلع بأه لستة الأمنيات اللي كنا مجهزينها من أول الشهر فنلاقي فيها بنود عشان تتنفذ كانت محتاجة ٣ سنين، وإنك ما تكونش إنسان عادي، تكون مثلا ديناصور.
حاجات كده زي: أنا هختم القرآن ٥ مرات. بينما انت حاليا ماشي على قدك في الجزء الخامس.
أنا هتصدق على كل فقير يقابلني في سكتي. واللي هو كان كلام جميل وكلام معقول قبل حوالي ٥ تعويمات.
أنا هعمل عزومة لكل أفراد العيلة الصغير قبل الكبير. والفتونة دي غالبا بتكون قبل اختبار نفسك الحقيقي وقت الصيام، واللي بيؤدي لشعورك بإنك ماكينة عطلانة ماشية بالفولتارين.
أنا هصلي كل يوم ٥٠ ركعة عشان أكفر عن الصلوات اللي فاتتني طول حياتي. أنظر تاني لبند الفولتارين اللي فوق.
أنا همسك لساني عن أي شتيمة أو غلط في الناس، عشان يبقى صيامي صحيح. يا عم انت جربت تقف قبل الفطار بساعة في إشارة مرور؟ إحمد ربنا بس انه غفور رحيم.
أظن انها خلطة من الحماس زائد الأمل في كرم ربنا اللي بتخلينا ندوس في أحلامنا وخططنا قبل وفي أول أيام رمضان، بينما الصيام من ضمن دروسه، زي ما بيخلينا نحس بنعمة ربنا في الأيام العادية من توافر الأكل والشرب والطاقة والتركيز، فهو كمان بيدينا درس في التواضع، زي ما بيقولوا في الأماكن الشعبية بيقولك: ”إوعى يغرك جسمك“ وبالراحة على نفسك، واحدة واحدة، والبركة أحيانا بتكون في القليل.
لكن كمان مع الأفورة في تقدير قوة الشخص نفسه، نلاقي كمان ناس بتفرض أفورتها دي على الآخرين.
من ضمن المواقف المتكررة مثلا في كل رمضان، لوم البعض على استخدام الرخص. وبنسمع حوارات كتير من عينة:
وإيه يعني حامل؟ أو يعني إيه تفطري عشان بترضعي، ما كلنا حملنا ورضعنا وعادي كنا بنصوم.
على سفر يعني إيه؟ الكلام ده كان زمان أيام الناقة والجمل، لكن هتسافر في ميكروباص وعلى طريق متسفلت وتقوللي أفطر، يا راجل اتقي الله!
بتاخد دوا سكر وضغط على عينا وراسنا، بس عادي يعني ما تاخد الدوا ع السحور وتصوم معانا برضه. الدكتور قالك افطر؟!، يا راجل، هو الدكتور كمان هيفتي في الدين؟
وتبقى رياضة الناس المفضلة في رمضان هي التعلية على نفسهم وعلى الآخرين، مع إن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: إن الله يحب أن تؤتى رخصه. وقال كمان: إن الدين يسر، ولا يشد الدين أحد إلا غلبه. بس هنقول لمين؟!
يا معشر الصائمين المتحمسين ..رفقا بأنفسكم وبالآخرين، استوصوا ببعض خير، وارحموا، ده حتى الله رؤوف رحيم.