نهاية الشهر الفائت وبرعاية سامية من الملك المغربي محمّد السادس، انعقدت فعاليات الدورة الثانية من ملتقى Gitex Africa في مراكش-المغرب بحضور 1400 شركة دولية عارضة، لتسجّل النسخة الأفريقية من معرض التكنولوجيا والشركات الناشئة نموّا سنويا بنسبة 70 %. شكّل هذا النموّ فرصة مذهلة لتعزيز تموقع المغرب كقطب إقليمي رقمي يوفّر بيئة مواتية لجذب الاستثمارات ولخلق فرص عمل بالاعتماد على الابتكار وريادة الأعمال.   

 

تمثّلت 130 دولة في ملتقى Gitex Africa الذي بات منذ النسخة الثانية ينظر إليه على أنّه رافعة اقتصادية تحسّن مستقبل الذكاء الاصطناعي على الصعيد القارّي وتحضّر أفريقيا لدخول العصر الرقمي الجديد. في دورة هذه السنة، تميّز الذكاء الاصطناعي كظاهرة رئيسية قادرة على تحويل قطاعات كثيرة من الأمن السيبراني والحوسبة السحابية إلى أنترنت الأشياء مرورا بالخدمات المالية والاتصالات والفلاحة والتعليم. أما القطاع الذي خطف الأضواء خلال النسخة الثانية من ملتقى Gitex Africa فكان الصحة مع إطلاق مبادرة "المستقبل العالمي للصحّة في أفريقيا" بهدف تعزيز تقنياتها وتسريع ثورة الصحّة الرقمية عبر الذكاء الاصطناعي. 

إحدى الشركات المغربية البارزة التي حظيت باهتمام زوّار الملتقى نظرا لرؤيتها الطليعية في تحسين خدمات وتقنيات الطبّ عن بعد نذكر شركة Mediot التابعة للشركة الأم Aba Technology. لصالح ربط الحداثة الرقمية بالصحاري الطبيّة النائية حيث هناك شحّ في عداد الأطبّاء، ابتكرت شركة Mediot ما يُسمّى بالوحدات الطبيّة المتنقّلة mobile units for medical deserts. خصوصية هذه الوحدات التي تعمل وفق الاتّصال اللاسلكي أنّها تقدّم خدمة التشخيص الطبيّ مستعينةً بعلم البيانات والتعلّم الآلي والذكاء الاصطناعي. 

طبيب الصحة العامّة سعد شعشوع الذي يتولّى منصب المدير العام التنفيذي لدى شركة Mediot يطلعنا بصوته على مزايا هذه الشركة الرائدة.

تفرّدت شركة Mediot بابتكار آلة الموجات فوق الصوتية Ultrasound Mediot System بغرض تشخيص مجموعة أمراض عن بعد. هذا ما أفادنا به طبيب الصحة سعد شعشوع ضمن التسجيل الصوتي.

التحدّيات التي انبثقت عن جائحة الكوفيد-19 وبالأخصّ تلك المتعلّقة بالسيادة الوطنية الطبّية، دفعت شركة Mediot إلى ابتكار مجموعة من المعدّات المتخصّصة في قطاع التشخيص الطبّي عن بعد وفق ما قال في التسجيل الصوتي، الطبيب سعد شعشوع.  

ممّا لا شكّ فيه هو أنّ التطوّرات الأخيرة على صعيد ثورة الذكاء الاصطناعي خلقت فرصا وروافع جديدة للتحوّل الرقمي في أفريقيا سواء أكان في قطاع الصحة أو غيره من القطاعات الحيوية، حين نعلم أنّ ازدهار الذكاء الاصطناعي سيضيف 1.2 تريليون دولار للاقتصاد الأفريقي مع حلول العام 2030.