عناوين النشرة العلمية :

- نوع جديد من الأرز يسمّى Jaspe يستهلك في تشيلي كميات أقل من المياه في ظل مناخ قاس 

- الدعم النفسي سيتعزّز بفضل روبوت دردشة تعمل على تطويره جامعة Dartmouth الأميركية 

- فرنسا وأوروبا تخصّصان استثمارات طائلة لاستقطاب الباحثين المستائين من سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب 

 

على مدى السنوات العشر الفائتة، أصبح توفير المياه في زراعة الأرز من الأولويات "في أميركا الشمالية وفي العديد من بلدان شرق وجنوب شرق آسيا".

في حين تعاني تشيلي منذ 15 عاما من جفاف غير مسبوق، مرتبط بالتغير المناخي بحسب الخبراء، ابتكرت Karla Cordero، المهندسة الزراعية في المعهد الوطني للبحوث الزراعية (INIA)، نوعا جديدا من الأرز هو " Jaspe " يقاوم الظروف القاسية من الجفاف ولا يتطلّب كميات كبيرة من مياه الريّ مع ارتقاب طرحه في الأسواق بعد حصوله على الضوء الأخضر من وزارة الزراعة التشيلية عام 2023. الأرز من نوع Jaspe هو ناتج عن عملية اختيار طويلة وانبثق عن زراعة هجينة زوّجت ودمجت ما بين بذور تشيلية وأخرى روسية.

أرز "Jaspe" غير المعدّل وراثيا يتمتّع بقدرة أكبر على مقاومة "العواصف والفيضانات وموجات الحر" ولا تحتاج حقول زراعته إلى أن تغرق بالمياه لحماية النباتات من الآفات كما اعتاد أن يفعل مزارعو الأرز على مدى آلاف السنين. يوفّر أرز Jaspe حصادا جيّدا من المحاصيل بدون غمره بكميات كبيرة من المياه وهنا النقطة الأبرز في هذا النوع من الأرز الذي، وفق المشروع التشيلي لنظام زراعة الأرز المكثّف (SRI) يمثل "نهجا واعدا ونموذجا لتحسين إنتاج الأرز في المناطق التي تعاني من تداعيات الجفاف.

في Ñiquen  في منطقة Ñuble  على بعد 400 كيلومتر جنوب العاصمة سانتياغو، تزرع نباتات الأرز من نوع Jaspe في صفوف تفصل بينها مسافة 30 سنتمترا ولا تتطلّب هذه الصفوف  كميّة كبيرة من المياه سوى نصف 2500 لتر من المياه التي تلزمنا في العادة لإنتاج كيلوغرام واحد من الأرز. أنتجت كل بذرة من بذور أرز Jaspe نحو ثلاثين نبتة، أي أكثر من المحصول التقليدي بنحو عشر مرات.

بالتنسيق مع المعهد الأميركي للتعاون في الزراعة، سيتمّ قريبا اختبار زراعة أرز jaspe  في أكبر منتج للأرز في الأميركيتين أي في البرازيل على أن تجرّب زراعته أيضا في أوروغواي والإكوادور.

لجهة ما يحصل في اليابان من أبحاث على نطاق الأرز، يتم العمل على بذور مقاومة لدرجات الحرارة المرتفعة، ولكن "لكي يُباع صنف جديد من الأرز في الأسواق، يستغرق الأمر سنوات عدة من التطوير".  

 

تطوير برنامج دردشة للدعم النفسي وللاستشارات البسيطة 

 

فيما قرّرت وزارة التربية والتعليم في الإمارات إدراج مادة الذكاء الاصطناعي في كل المستويات الدراسية، اعتبارا من العام الدراسي المقبل 2025 – 2026، ابتكر باحثون في جامعة Dartmouth الأميركية أداة ذكاء اصطناعي توليدي للعلاج والدعم النفسي اليومي. 

بإشراف الأستاذ  Nick Jacobson والطبيب النفسي Michael Heinz،  طُوّر على مدى ست سنوات تقريبا برنامج الدردشة Therabot ، الذي لن يُصبح متاحا للاستشارات النفسية إلا بعد سنوات عدّة من الآن، إنّما جاري حاليا العمل على تحسين أدائه في الاستشارات النفسية الخاصّة بالحالات غير الخطرة التي لا تدفع نحو نزوات انتحارية.   

 في أواخر آذار/مارس الماضي، نشر الباحثون في جامعةDartmouth أول دراسة سريرية من نوعها، أظهرت أنّ روبوت الدردشة Therabot يحسّن حالة المرضى الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب أو اضطرابات غذائية، مقارنة بمَن لم يستخدموه. وبدأ الباحثون يعملون على تجربة جديدة ستقارن هذه المرة تأثيرات مساعدهم الذكي مع تأثيرات العلاجات التقليدية.

باستثناء روبوت الدردشة المُقدّم خدمة الدعم النفسي "Therabot"، "لا يوجد منتجات مماثلة له في السوق"، بحسب قول Vaile Wright، المسؤولة عن الابتكار في الجمعية الأميركية لعلم النفس. سيكون برنامج الدردشة Therabot أداة غير ربحية يمكن الاستعانة بها حين يستحيل الاتصال بالمعالج النفسي في أوقات متأخرّة من الليل، بينما يكون روبوت الدردشة متاحا على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع.

 

حرب الأدمغة بين أوروبا والولايات المتحدة تتأجّج وسلّة جديدة من الاستثمارات لجذب الباحثين إلى القارة العجوز 

 

في ختام فعاليات مؤتمر "اختاروا أوروبا من أجل العلوم" ("Choose Europe for science") التي نُظمت في حرم جامعة السوربون بمبادرة من قصر الإليزيه لجذب العلماء الأجانب إلى أوروبا وفرنسا، اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "تمويلا جديدا لبرامج البحث العلمي  بـ500 مليون يورو" للفترة  2025 - 2027.

كما أعلنت فون دير لايين عن "منحة ضخمة جديدة لمدة سبع سنوات" وكشفت عن نيّتها في مضاعفة قيمة "المبلغ التكميلي" المدفوع لمنح البحث العلمي حتى العام 2027. وفيما أكّدت رئيسة المفوّضية الأوروبية رغبتها في "ترسيخ حرية البحث العلمي في التشريعات من خلال قانون جديد بشأن منطقة البحث الأوروبية، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من جانبه أن الحكومة الفرنسية ستستثمر مبلغا "إضافيا" قدره 100 مليون يورو، سيتم تمويله من احتياطي برنامج الاستثمار العام فرنسا 2030.

كما أعرب ماكرون عن دعمه للمقترحات، بما في ذلك التشريعية، الرامية إلى توفير حماية أفضل للاجئين العلميين.

تجدر الإشارة إلى أنّ منصّة   Choose France for Science المخصصة لتقديم طلبات استضافة الباحثين الدوليين في فرنسا، سجّلت، رغم حداثتها، أكثر من 30 ألف طلب، ثلثها من الولايات المتحدة.

هذا وسبق أن أعلنت جامعة إيكس مرسيليا أن برنامجها "مكان آمن للعلوم" تلقّى سيلا من الطلبات بعد إعلانها في آذار/مارس أنها ستفتح أبوابها للعلماء الأميركيين المستائين من إملاءات إدارة دونالد ترامب، إذا ما علمنا أنّ برامج البحوث في الولايات المتحدة تواجه خطر التوقف في ظلّ تهديدات بخفض كبير للتمويل الفدرالي. وقد سُرّح عشرات آلاف الموظفين الفدراليين، فيما يخشى الطلاب الأجانب ترحيلا محتملا بسبب آرائهم السياسية، في إجراءات أميركية إن دلّت على شيء فإنّما تدلّ على تضييق حدود الحريات الأكاديمية.