احتمالات نشوب حرب شاملة في الشرق الأوسط والعلاقة بين دول محور المقاومة وهدوء دمشق المطبق بالإضافة إلى "الترفيه" في السعودية والصراع بين التقليد والانفتاح، كانت مواضيع تناولتها الصحف العربية الصادرة اليوم في 27/09/2024.
نقرأ في الشرق الأوسط مقالا لسمير عطا الله تحت عنوان: الهلال العصيب
يعود الكاتب إلى أربعينات القرن الماضي حين أسس المفكر اللبناني أنطون سعادة «الحزب السوري القومي الاجتماعي»، الذي ينادي بوحدة «سوريا الكبرى» التي تضم سوريا ولبنان وفلسطين والعراق وقبرص. وكان العالِم الأميركي جيمس هنري بروتر سمى تلك المساحة من الأرض والمياه «الهلال الخصيب» ثم انقسم الصراع الفكري إلى حركتين رئيسيتين: القومية العربية، والقومية السورية ونُفذ في لبنان حكم الإعدام في أنطون سعادة عام 1949، ومُنع حزبه في سوريا، التي يحمل اسمها، لكن فكرة «الهلال الخصيب» ظلت تُغري جزءاً كبيراً من مثقفي المنطقة
أدهشت الكاتب فتاة يافعة من سوريا قالت في لقاء نخبوي، إنها تشعر بأن «لعنة» تلاحق دول الهلال الخصيب جعلت منه «الهلال العصيب»؛ فلا تمر مرحلة إلا وتضطرب دولة من دوله بما فيها قبرص تقول ضاحكة
وبينما تستعر الميادين، كما سمَّاها نصر الله يعمّ هدوء غامض الدولة الرئيسية في الهلال الخصيب، سوريا حيث أصدر الرئيس بشار الأسد في دمشق مجموعة مراسيم عادية، كأن الحرب في ديار أخرى، وبينما روسيا شبه غائبة والصين تتمنى من كل قلبها فإن الولايات المتحدة في مكانها المعهود
في القدس العربي نقرأ: «حزب الله» والإرهاب الإسرائيلي: وطأة اكتشاف معادلات الخذلان
ينقل الكاتب صبحي حديدي رواية معلّق أمريكي هو روبرت باير، رجل المخابرات المركزية المتقاعد أنه خلال إحدى زياراته إلى دمشق، سأل أحد رجال الأعمال المقرّبين من الأسد عن مستقبل لبنان، فردّ لقد طردتمونا منه، فأسلمناه إلى إيران.
إنّ إدراك منطق الاعتكاف في طهران ودمشق لا يحتاج إلى فهلوة أو عميق تبصّر: النظام الأول ليس بصدد اشتباك شامل مع دولة الاحتلال، ومع أمريكا استطراداً؛ والنظام الثاني أكثر جبناً وغدراً من أن يتورط، أو يخرق صمته المطبق منذ "طوفان الأقصى".
شتان، من حيث الذاكرة القريبة، بين خطاب نصر الله الشهير الذي توعد فيه بالنزول شخصياً إلى سوريا والقتال لصالح النظام، وبين نبرة الخيبة والعتب المبطن التي تطبع خطابه ما بعد اغتيال فؤاد شكر وضربة أجهزة البيجر الإرهابية يقول الحديدي، ويختتم مقاله بالقول إنّ خيبة أمل «حزب الله» وأنصاره في آيات الله وآل الأسد ليست منفصلة عن همجية الإرهاب الإسرائيلي متعدد الأنماط والطرائق؛ كما أنها تنطوي على وطأة كثيرٍ جارح، في سياق اكتشاف معادلات الخذلان.
في الأخبار اللبنانية مقال تحت عنوان: عودة إسرائيل القوية القادرة
ينتقد بدر الابراهيم مقالات وتحليلات من يصفهم بمجموعة من الليبراليين العرب الذين يرى أن منقالاتهم تجعلك أكثر إيماناً بقوة وقدرات إسرائيل من المحللين الإسرائيليين، وأكثر تفاؤلاً بمستقبلها.
يقول دبّت الروح في هؤلاء الليبراليين مع الضربات الإسرائيلية الأخيرة في لبنان، ولا شك أنهم كانوا مصدومين بما حصل في السابع من أكتوبر، لكنهم اعتبروه «كبوة جواد» يمكن تجاوزها.
جوهر المسألة هو تمسكهم بالنظرة «الواقعية» للصراع، القائمة على التسليم بالهزيمة أمام إسرائيل، واعتبار مقاومتها عبثاً جالباً للخراب، وهي جزء من التسليم بالتفوق الغربي المطلق، ورفض مقاومة الغرب باعتبارها عائقاً أمام الاندماج في الحضارة والحداثة الغربيتين.
إنّ تقييماً موضوعياً لمجريات الحرب حتى الآن، (ومن غير الممكن الحديث عن نصر وهزيمة في خضم المعركة) يفضي إلى القول بوجود مأزق إستراتيجي تعيشه إسرائيل وداعموها الغربيون، وهو مأزق لا يحلّه التفوّق العسكري والتكنولوجي الإسرائيلي. فهي لم تستطع تحرير الرهائن في غزة ولا إعادة سكان المناطق الحدودية مع لبنان.
العرب اللندنية مقال تحت عنوان: التوازن بين الهوية الثقافية والانفتاح في السعودية
بحسب الكاتب السوداني المقيم في الإمارات عبد المنعم همت فإن هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية تجسد رغبة المجتمع في إعادة صياغة هويته الثقافية والتفاعل مع العالم الخارجي في تحول يسلط الضوء على أهمية الترفيه كوسيلة لتحقيق التوازن بين المحافظة على القيم والانفتاح على الثقافات الأخرى.
وبينما يواجه الانفتاح ضغوطًا من تيارات محافظة تتخوف من أن يؤدي إلى تهديد القيم الاجتماعية والدينية يظهر التحليل الاجتماعي صراعًا أعمق بين قيم الاستمرارية والحداثة في صراع يعبر عن رغبة الأفراد في تحقيق التوازن بين الاستمتاع بالحياة والتشبث بالتقاليد.
تحتاج التحولات الثقافية إلى التعامل بحذر، وعملية التغيير إلى تدرج. يساعد على تقليل الصدمات الثقافية التي قد تنتج عن التغيرات السريعة ويمنح الوقت الكافي لاستيعابها ما يمنح الدولة فرصة لضبط سياساتها بما يتناسب مع ردود الفعل المجتمعية.