عناوين النشرة العلمية :

نوع من النمل في فلوريدا يعالج جروحه عبر التطهير أو بتر الأعضاء

أقدم عمل فني تصويري في العالم يجسّد خنزيرا اكتشف حديثا في كهف إندونيسي

القمر الاصطناعي الأميركي GOES-U سيُحسّن بدرجة كبيرة القدرة على تَوقُّع العواصف الشمسية

 

في مثال فريد من نوعه حول خاصيّة البتر المنهجي-العلاجي في عالم الحشرات، اكتشف علماء من جامعة لوزان في سويسرا أن النمل يتمتع بقدرة التعرّف على الجروح الموجودة على أطراف زملائه من النمل ويقوم بعلاجها سواء أكان عبر تنظيفها أو عبر بترها تماما كما يفعل الجرّاحون حيال أعضاء تآكلتها الالتهابات وعاثها الخراب الذي لا يعالج. هذا ما ورد ضمن   مجلة Current Biology عن الدراسة السويسرية الحديثة التي راقبت وتابعت نوعا من النمل النجار في فلوريدا يعرف بتسمية  (Camponotus floridanus).

المجموعة العلمية السويسرية عينها من جامعة لوزان كانت قد وثّقت قبل عام أن النمل الإفريقي Megaponera analis  يستطيع معالجة الالتهابات لديه باعتماده على المطهّر الذي تقوم غدده بإفرازه.  

بما أنّ النمل النجّار في فلوريدا لا يتمتّع بمثل هكذا غدد، شاء الباحثون السويسريون معرفة الطرق التي يستخدمها هذا النمل لمعالجة بعضه البعض. على ضوء نتائج التجارب، تبيّن أن النمل النجار في فلوريدا يستعين بأجزائه الفموية Mandibles بهدف بتر الطرف المصاب لدى زملائه من النمل. 

لم يتعرّف الباحثون السويسريون من جامعة لوزان على أي دليل يبرز أن قدرة النمل على اكتشاف الجروح وعلاجها هي قدرة مكتسبة، لا بل بالعكس هي قدرة فطرية.

 

رسوم سردية في مغاور أندونيسية أقدم من رسوم كهفي لاسكو وشوفيه الفرنسيين

 

أقدم دليل معروف على السرد ضمن عمل فنّي يمثّل باللون الأحمر خنزيراً كبيراً  محاطاً بثلاث شخصيات بشرية أُنْجز على جدار كهف في إندونيسيا ويعود عمره إلى أكثر من 51 ألف عام أي أنّه أقدم حتى من الرسوم في كهفي لاسكو و  Chauvet  في فرنسا.   هذا ما خلصت إليه دراسة حديثة نشرتها مجلّة  Nature  حول الرسم التصويري الجداري الأقدم على الإطلاق والذي يتواجد ضمن كهف مجاور لكهوف منطقة Maros-Pangkep في جزيرة Sulawesi الإندونيسية. 

المشارك في إعداد الدراسة Maxime Aubert من جامعة Griffith الأسترالية افترض أنّ الرسم الجداري الذي درسوه عبر الليزر في إندونيسيا ربما قد تكون أنجزته المجموعات الأولى من البشر الذين عبروا جنوب شرق آسيا قبل وصولهم إلى أستراليا، قبل نحو 65 ألف سنة. 

من جانب عالم الأنثروبولوجيا في متحف التاريخ الطبيعي في لندن Chris Stringer الذي لم يشارك في الدراسة التي نستعرض مضمونها، رأى أنّ التاريخ التقديري للفن الصخري الإندونيسي "مذهلٌ بشكل كبير"، لأنه أقدم بكثير ممّا اكتشف في أماكن صخرية أخرى من ضمنها الأوروبيّة. بحسب رأي Chris Stringer، يعزز الاكتشاف الإندونيسي الأخير الفكرة القائلة بأنّ الفن التصويري تمّ إنجازه للمرة الأولى في إفريقيا قبل 50 ألف سنة، وأن هذا المفهوم انتشر بصورة أكبر مع انتشار جنسنا.

 

رصد العواصف الشمسية قبل أوانها من قبل القمر الاصطناعي GOES-U

 

من بضعة أيّام خلت، وضع صاروخ  Falcon Heavy في مدار  ثابت على ارتفاع 35 ألف كيلومتر فوق الأرض القمر الاصطناعي الأميركي GOES-U الذي سيحسّن إمكانية توقّع العواصف الشمسيّة المغناطيسية. عواصف تقذف نحو كوكب الأرض مليارات الأطنان من الانبعاثات الكتلية الإكليلية بسرعة ملايين الكيلومترات في الساعة ما يعطّل الأقمار الاصطناعية ومنشآت الطاقة وأنظمة الملاحة الجوية. 

يزن القمر GOES-U حوالى ثلاثة أطنان ويعادل حجمه حافلة مدرسية صغيرة . بالإضافة إلى الوظائف المنوطة به كمراقبة الأعاصير والحرائق على كوكب الأرض حتى ثلاثينات القرن الحادي والعشرين، سيتمكّن  GOES-U من التنبّؤ بالعواصف الشمسية بفضل أداة coronographe التي تجهّز بها وتسمّى CCOR-1. 

كما يحصل في الكسوف، تحجب هذه الأداة قرص الشمس، مما يتيح مراقبة الهالة الشمسية أو ما يُعرف بـ"الإكليل" بشكل شبه مستمر. ستوفّر أداة  CCOR-1 كل 30 دقيقة صورا تشبه الكسوف، الأمر الذي سيفتح فصلاً جديداً في مراقبة الطقس الفضائي إذا ما علمنا أنّ الغيوم لا تشكّل عائقاً أمام قدرة أداة الكوروناغراف الموضوعة في الفضاء على مراقبة الشمس، خلافاً لما يحصل عندما يتم الرصد بواسطتها من الأرض. 

سيصبح القمر GOES-U  جاهزاً للعمل بعد اختبارات تستمر بضعة أشهر لكنّ

إطلاقه حصل في الوقت المناسب حين نعلم أن الشمس هي حاليا في ذروة نشاطها تبعا لدورة منتظمة تبلغها كل 11 عاماً. نشير إلى أنّ عاصفة شمسية جيومغنطيسية من المستوى الخامس، أي المستوى الأقصى، كانت قد ضربت الأرض في أيار/مايو الفائت للمرة الأولى منذ عقدين، ما وَلّدَ شفق قطبي مذهل في مختلف أنحاء العالم.