عناوين النشرة العلمية:

- الاتفاق الدولي بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها، صادقت عليه منظمة الصحة العالمية بعد ثلاث سنوات من المفاوضات الشاقة

- أوّل عملية زراعة للمثانة تمّت في جامعة كاليفورنيا في سابقة عالمية

- قردة الكبّوشي ولتبديد الملل في ساعات فراغها تخطف صغار نوع آخر من الرئيسيات

بعد ثلاث سنوات من المفاوضات الشاقّة، صادقت منظمة الصحّة العالمية على الاتفاق الدولي بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها على نحو جماعي وتعزيز سبل مكافحتها بنهج "صحة واحدة للعالم أجمع" يكون معاكسا للنهج الفاشل الذي تعاملت الدول على أساسه خلال جائحة كوفيد-19 التي أودت بحياة الملايين وقوّضت الاقتصاد العالمي.

هذا الاتّفاق الذي اعتبره المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم  غيبرييسوس "انتصارا للصحة العامة والعلوم والعمل المتعدد الأطراف" نصّ على آلية تنسيق عالمية تنشط على نحو أبكر وأكثر فعالية للوقاية والرصد والاستجابة لأيّ مخاطر قد تؤدّي إلى جائحة. كما أنّ هذا الاتّفاق وفي حال حدوث جائحة مقبلة يضمن الإنصاف في الحصول على المنتجات الصحية حين نعلم أنّ الدول الثرية احتكرت اللقاحات وفحوص التشخيص في بدايات جائحة الكوفيد-19 ولم تقدّم المعونات الطبّية للبلدان الأكثر فقرا إلا بعد مضي وقت طويل.

الاتفاق الدولي بشأن الوقاية من الجوائح الذي أنجزت النسخة النهائية منه بالتوافق في 16 نيسان/أبريل يعزّز مبدأ الترصّد متعدّد القطاعات ووضع آلية تتيح تشاركا سريعا جدّا ومنهجيا للمعلومات الخاصة ببروز مسبّبات الأمراض التي قد تؤدّي إلى تفشّي جائحة. وما زال ينبغي التفاوض على التفاصيل الدقيقة للآلية، على أمل اختتام المفاوضات بحلول الجمعية المقبلة لمنظمة الصحة في أيار/مايو 2026.

 

نجاح زراعة المثانة في كاليفورنيا للمرّة الأولى في العالم 

 

في سابقة فارقة في تاريخ الطبّ، نجحت في الولايات المتحدة أول عملية زرع مثانة تزامنت مع زراعة كلية في آن معا. ساعدت هذه العملية الدقيقة التي استغرق إجراؤها ثماني ساعات على استعادة التبوّل لدى مريض أربعيني العمر كان يعتمد على غسيل الكلى منذ سنوات وكان فقد معظم وظائف مثانته بسبب سرطان نادر.

جرت زراعة المثانة والكلية معا في مركز رونالد ريغان الطبي بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس. وكان الفريق بقيادة الدكتور Nima Nassiri، جراح زراعة المسالك البولية ومدير برنامج زراعة المثانة المركبة الوعائية بجامعة كاليفورنيا الذي قام بعملية رائدة استفاد منها الأب المريض Oscar Larrainzar الذي كان عن عمر 41 عاما يتعايش مع مثانة صغيرة لا تستوعب من البول سوى قدر 30 سم مكعّب فيما تتّسع المثانة الطبيعية لأكثر من 300 سم مكعّب من البول.

فبعدما خضع Oscar Larrainzar لعملية استئصال لكليته التالفة ولمثانته المُصابة بالسرطان، حظي بعملية زرع لكلية ومثانة تمّ توصيلهما مع بعضهما البعض في 4 مايو 2025، لينجو المريض من غسيل الكلى وهو يتعافى بشكل جيّد منذ تاريخ إنجاز الزراعتين المشتركتين.

الدكتور Inderbir Gill، طبيب المسالك البولية الذي لعب دور المساعد متمّما عمليتي زرع المثانة والكلية في مركز رونالد ريغن الطبي في كاليفورنيا  لفت إلى أن زراعة المثانة تمثل خيارا علاجيا جديدا ومنقذا لحياة المرضى الذين يعانون من فشل المثانة حين نعلم أن البدائل الحالية، مثل استخدام أجزاء من الأمعاء لإنشاء مثانة جديدة ترتبط بمضاعفات خطيرة تشمل مشاكل الجهاز الهضمي وضعف وظائف الكلى.

في إطار تجربة سريرية لتقييم نتائج زراعة المثانة بشكل أوسع قبل تعميمها، يخطط فريق برنامج زراعة المثانة المركبة الوعائية بجامعة كاليفورنيا لإجراء أربع زراعات مثانة لأربعة مرضى آخرين، فيما تظلّ مخاطر رفض الجسم للعضو المزروع والآثار الجانبية للأدوية المثبطة للمناعة من التحديات الرئيسية في عمليات زرع الأعضاء.

 

قرد الكبّوشي يمارس الخطف كموضة اجتماعية 

 

منذ العام 2017 اهتمّ علماء الحيوان بدراسة عن قرب تصرّفات قردة الكبّوشي التي تتحكّم بالحجارة وتستخدمها لكسر الجوز والأصداف البحرية في جزيرة     Jicaron قبالة سواحل بنما.

في دراسة حديثة نشرتها مجلّة Current Biology اتّضح أنّ ذكر قرد الكَبّوشيّ ذا الوجه الأبيض أو السّعدان المُقَلْنَس   capuchin monkey ذا الرأس الشبيه بالقَلَنْسُوة التي يغطّي بها اليهود ورجال الدين المسيحيين رؤوسهم يلجأ إلى اختطاف صغار قرود العواء howler   monkeys بغية تبديد الملل واللهو في ساعات الفراغ. هذا "التقليد الاجتماعي" الغريب الذي تُقْدم عليه قردة الكبّوشي الممارسة لأعمال الخطف بدون سبب واضح وإنّما كموضة متّبعة اكتشفت ظاهرته طالبة الدكتوراه Zoe Goldsborough في العام 2022 حين كانت تدرس لقطات صُوّرت بواسطة كاميرات استشعار الحركة في جزيرة Jicaron. لم تأكل القردة الخاطفة صغار قردة العواء ولم يبدُ أنها كانت تلعب معها، قبل أن تدرك Goldsborough أنّ عمليات الاختطاف تشكل تقليدا اجتماعيا متكرّرا لدى قرد الكبّوشي وهي "سلوكيات اعتباطية على ما يبدو مثلما هي "اعتباطية" سلوكيات استعمال هذا القرد للحجارة كأدوات.

ما تلفت الانتباه إليه طالبة الدكتوراه Goldsborough هو أنّ قردة الكبّوشي تتميّز بمهاراتها الفائقة في الخطف لأنها قادرة على سرقة صغير عمره يوم أو يومان من أمه، في حين أنّ تلك القردة هي أصغر بثلاث مرات من حجم قردة العواء.

سبق أن رُصدت ظاهرة التقليد الاجتماعي لدى الحيوانات. فلقد درس الباحث Brendan Barrett قرود الكابوشين في كوستاريكا حيث كانت تزيل قمل الرأس من حيوانات الشَيْهَم المنتمية إلى فصيلة القنافذ، قبل أن يختفي هذا الاتجاه.