ركزت الصحف الفرنسية  الصادرة اليوم  7 نوفمبر تشرين الثاني 2025 على أبرز القضايا الدولية والمحلية. لومند تناولت الحلول السياسية المحتملة لخطة ترامب في غزة، بما فيها إطلاق سراح مروان البرغوثي،و تطرقت لوفيقارو  إلى استمرار رفض بوتين وقف الحرب في أوكرانيا. ليزيكو سلطت الضوء على استراتيجية الصين لتعزيز نفوذها في إفريقيا عبر استثمارات ومشاريع بنية تحتية. أما لوبينيون فتناولت الجانب الداخلي الفرنسي، معتبرة جان لوك ميلانشون أكثر شخصية مثيرة للجدل والكراهية في فرنسا حاليًا.

 

لوموند: تحرير مروان البرغوثي شرط أساسي للسلام في الشرق الأوسط أم ورقة سياسية؟

تطرقت الصحيفة إلى خطة الولايات المتحدة لإدارة غزة، والتي تواجه عقبات كبيرة بسبب عدم إشراك الفصائل الفلسطينية في صنع القرارو الدليل على ذلك الأحداث الأخيرة التي أودت بحياة أكثر من مئة فلسطيني خلال غارات إسرائيلية، تظهر هشاشة هذه الخطة وغياب أي ضمانات للسلام الدائم

الكاتب والخبير في شؤون الشرق الأوسط جان-بيير فيليواكد في هذا المقال على أن إطلاق سراح مروان برغوثي، القائد الفلسطيني المسجون منذ عام 2002، يمثل مفتاحًا لتجنب تصعيد جديد وتحقيق مفاوضات جدية بين الفلسطينيين والإسرائيليين

ويبرزالمقال الدور المحوري للبرغوثي الذي يُلقب بـ«مانديلا الفلسطيني»، لما يحظى به من شعبية واسعة وقدرته على الجمع بين حركة فتح وحماس، الأمر الذي قد يعيد الثقة بالقيادة الفلسطينية بعد فقدانها مصداقيتها تحت حكم محمود عباس 

ويخلص التقرير إلى أن أي جهود لإعادة إعمار غزة ستكون بلا جدوى إذا لم تصاحبها خطوات سياسية حقيقية، معتبراً أن إطلاق سراح برغوثي هو «شرط أساسي لإحياء أفق السلام في المنطقة

لوفيقارو:

بوتين والحرب التي لا تنتهي: لماذا ترفض موسكو السلام في أوكرانيا؟

تعتبر صحيفة لوفيقارو ان الحرب في اكرانيا لم تعد مجرد صراع على مناطق معينة، بل وسيلة لتعزيز النفوذ الروسي، وإضعاف الناتو والاتحاد الأوروبي وترويج نموذج سياسي واقتصادي بديل على الساحة الدولية

ورغم الضغوط الغربية المستمرة، يرفض فلاديمير بوتين أي وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، مستخدمًا الحرب أداة لتحقيق أهداف استراتيجية أبعد من الأراضي نفسها 

بوتين استلهم من تجاربه السابقة مثل حرب جورجيا واتفاقيات مينسك، حيث استخدم الهدن المؤقتة للحفاظ على صراع منخفض الشدة يثقل كاهل خصومه، من دون التخلي عن المكاسب الميدانية.

اما  داخليًا، فاستمرار الحرب بالنسبة له يساعد على إخفاء ضعف الاقتصاد، وتقوية السيطرة على المجتمع عبر الدعاية والقمع، 

و اشارت الصحيفة الى ان أوكرانيا بالنسبة لبوتين هي  حصان طروادة ضد الغرب، حيث تصف موسكو الحرب بأنها دفاع عن "القيم التقليدية" الروسية ووسيلة لتوسيع النفوذ الروسي في أوروبا الشرقية

و تخلص الصحيفة الى انه طالما بقي بوتين في الكرملين، ستستمر الحرب وقد تتوسع ولن تتوقف إلا بهزيمة عسكرية أو ضغط دولي استثنائي وهو ما يبدو بعيد المنال في الوقت الحالي

ليزيكو: ديون أقل… نفوذ أكبر   كيف تستفيد الصين من أزمة الديون الإفريقية

أشارت الصحيفة الى ان بعض الدول الإفريقية مثل كينيا وإثيوبيا شهدت تحولًا تدريجيًا في إدارة ديونها، من الدولار الأمريكي إلى اليوان الصيني. 

هذه الخطوة التي تهدف رسميًا إلى تخفيف عبء خدمة الديون عبر أسعار فائدة أقل تعكس في الوقت نفسه استراتيجية الصين لتعزيز انتشار عملتها دوليًا وزيادة نفوذها المالي في القارة

في كينيا على سبيل المثال، تم تحويل قروض صينية بقيمة اكثر من ثلاثة مليارات دولار لدعم مشروع السكك الحديدية إلى اليوان ما يوفر للدولة نحو 215 مليون دولار سنويًا. بينما تخطط إثيوبيا للتحويل ذاته، مستفيدة من أزمة الدين والارتفاع الأخير في معدلات الفائدة الأمريكية، الذي يجعل تكلفة الاقتراض بالدولار أكبر

غير أن هذا التحول يثير تساؤلات نقدية: هل الهدف فعليًا تخفيف عبء الديون أم تعزيز النفوذ السياسي والاقتصادي للصين؟ فعلى الرغم من أن الصين قلّصت حجم إقراضها مؤخرًا، فإنها تواصل إبقاء الدول الإفريقية ضمن دائرة تأثيرها المالي، ما قد يزيد اعتماد هذه الدول على بكين ويحد من سياساتها النقدية الذاتية

لوبينيون: جان لوك ميلانشون الرجل الأكثر كراهية في فرنسا يواجه مأزقا انتخابيا 

جان-لوك ميلانشون الذي تصفه استطلاعات الرأي غالبًا بأنه “الأكثر كراهية في فرنسا يواجه تحديًا مزدوجًا قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة رغم حظوظه القوية لتجاوز الجولة الأولى إلا ان تقدمه تقول الصحيفة قد يفتح الطريق لليمين المتطرف في الدور الثاني

بحسب أحدث استطلاعات الرأي يحصل ميلانشون على نحو 12,5٪ من نوايا التصويت وهو رقم قياسي قبل 18 شهرًا من الانتخابات ومع ذلك، يرى بعض المحللين أنه أصبح مفرطًا في الانخراط المجتمعي كالظهور في الأسواق الشعبية كرجل قريب من الناس لاستقطاب الناخبين المسلمين، ما يضعف فرصه في استعادة صورة المعتدل التي جذبت أصوات اليسار سابقًا

و تشير صحيفة لوبينيون بحسب محللين الى ان هذه هذه الاستراتيجية تحمل مخاطرة فبينما يحشد الأنصار يعتبره اكثر من ستين بالمئة من  من الفرنسيين خطرًا على الديمقراطية ويخشى البعض من أن تصدره قد يسهّل وصول اليمين المتطرف إلى الرئاسة، خصوصًا في غياب بديل يساري قادر على منافسته.

وتخلص الصحيفة الى ان ميلانشون يبقى لاعبًا رئيسيًا، لكنه يقف على حافة مفارقة سياسية نجاحه كزعيم يساري قد يتحول إلى قوة للخصوم على اليمين، في سيناريو يعكس الانقسامات العميقة في المجتمع الفرنسي