من بين المواضيع التي تناولتها الصحف الفرنسية اليوم 12 أيلول/ سبتمبر 2025، أزمة النزوح في غزة في ظل الضربات الإسرائيلية المكثفة على المدينة، و موقف ترامب المرتبك بشأن ملفي غزة واوكرانيا، الى جانب الاختراق الروسي للأجواء البولندية وقمة أديس أبابا للمناخ كما مخاطر التيك توك على المراهقين.   

ليبيراسيون: لا ملاذ آمن كل الاتجاهات مزدحمة أو خطرة في غزة

تعرض صحيفة ليبيراسيون شهادة من مدينة غزة حيث يعيش الفلسطيني نجيب القدومي مع زوجته وأطفاله الثلاثة في مبنى مهدم جزئيًا في حي تل الهوى في غزة، بعد أن تلقى أمرًا بالإخلاء وسط تصاعد القصف الإسرائيلي على المدينة. يقول القدومي إنه نزح نحو عشرين مرة، لكنه هذه المرة لا يستطيع المغادرة بسبب غلاء النقل ونقص الموارد. يشير الغزاوي الى أن الرحلة جنوبًا تكلف آلاف اليوروهات، وغالبًا ما تعود العائلات دون مأوى بعد بحث طويل.

من جهته رياض رشوان الموظف في منظمة الإغاثة الإسلامية الفرنسية غير الرسمية يقول إن الهجوم الإسرائيلي دفع آلاف السكان للنزوح نحو خان يونس والمواصي، جنوب القطاع، في ظروف كارثية مكتظة بالملاجئ المحدودة وغياب الغذاء والماء كما الأدوية. 

في الختام تشير الصحيفة الى أنه وعلى الرغم من أوامر الإخلاء قرر العديد من سكان غزة المكوث في منازلهم ومواجهة مصيرهم بسبب شعورهم باليأس نتيجة المخاطر اليومية المحيطة بهم. 

لوموند: دونالد ترامب مربك بشأن غزة وأوكرانيا

يجد الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه عاجزًا عن التعامل مع قضيتين محوريتين في السياسة الخارجية، الحرب في أوكرانيا من جهة والتصعيد في غزة من جهة أخرى. فمنذ عودته إلى البيت الأبيض، عبّر مرارًا عن استيائه من فلاديمير بوتين الذي يرفض أي سلام تفاوضي، كما أبدى غضبه من الضربة الإسرائيلية التي استهدفت الدوحة، مما أثار شكوكًا في متانة وعود واشنطن لحلفائها بحسب الصحيفة. 

يرى الكاتب أن غياب استراتيجية واضحة جعل حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا والشرق الأوسط يتساءلون عن أولوياتها الحقيقية، خاصة بعد امتناع ترامب عن إدانة إسرائيل علنًا أو الضغط عليها. ففي الداخل الأميركي، يزداد الانتقاد لسياسة الدعم غير المشروط لتل أبيب حتى داخل أوساط اليمين. في المقابل، يقول الكاتب يستغل بوتين هذا التردد لمواصلة عملياته العسكرية بدعم من الصين والهند وكوريا الشمالية، ملوحًا باعتبار أي قوات أجنبية في أوكرانيا أهدافًا مشروعة. بذلك، يبدو ترامب محاصرًا بين وعود غير مضمونة، وحلفاء متململين، وخصوم يوسّعون نفوذهم على حساب الغياب الأميركي بحسب الصحيفة.

لوموند: الناتو في مواجهة الاستفزازات الروسية بعد اختراق الأجواء البولندية

صحيفة لوموند تلقي الضوء على تبعات اختراق تسع عشرة طائرة مسيرة روسية للأجواء البولندية مشيرة الى أن هذا الاختراق يشكل أخطر انتهاك لمجال الناتو منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.

ترى الصحيفة أن هذه الحادثة هي بمثابة اختبار لحلف شمال الأطلسي مشيرة الى أن الجيش البولندي وحلفاءه أسقطوا أربع طائرات، فيما أدان القادة الأوروبيون والولايات المتحدة ما وصفوه «بالاستفزاز الروسي»، الدعوات تعالت داخل الحلف لتحديد «خط أحمر» ولتعزيز الدفاعات الجوية وربما تمديدها فوق أوكرانيا.  

نقلت الصحيفة أبرز ردود الفعل لافتة الى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا إلى وقف «التصعيد» مؤكداً مع قادة آخرين على دعم وارسو، بينما رأى رئيس الوزراء البريطاني أن الحادث هو «انتهاك غير مسبوق»، في حين نفت روسيا أي نية للهجوم، متحدثة عن «خطأ» محتمل. 

في المقابل رأى الناتو أن احتمالات الخطأ ضئيلة، معتبراً الاختراق اختباراً متعمداً، خصوصا أنه تزامن مع إعلان خطة أوروبية لإعادة التسلح بقيمة 150 مليار يورو، تستفيد منها بولندا بشكل كبير. 

ليزيكو: الفرنسيون ومعضلة الثقة المفقودة

في افتتاحية الصحيفة يقول جان مارك فيتوري إن الفرنسيين يفتقرون إلى الثقة، وهذا ليس بجديد برأيه. فقد أظهرت استطلاعات الرأي الدولية أن ثقة الفرنسيين بالمؤسسات، كما بأحبائهم، وبمستقبلهم أقل مقارنةً بشعوب معظم الدول الأخرى. 

يقول فيتوري اليوم أصبح هذا الانعدام للثقة مشكلة كبرى في السياسة والاقتصاد على حد سواء. فبعد أن رفض النواب التصويت لمنح رئيس الوزراء الثقة، انطلقت تحركات تحت شعار شل الحركة بالكامل في البلاد. وفي هذا السياق ستنظم النقابات يوم الخميس المقبل احتجاجًا ضد اقتراح ميزانية قديمة، مع توقع تكرار الإجراءات نفسها لاحقًا.

ويبقى التحدي الأول لرئيس الوزراء سيباستيان ليكورنو  بحسب فيتوري قبل التصويت على الميزانية هو إعادة بناء جسور الثقة داخليًا وفي جميع أنحاء البلاد، مع تغيير المنهج والجوهر كما الموقف، لتجنب الفشل وإظهار قدرات استثنائية.

ليزيكو: أفريقيا تطلب من دول الغرب سداد "ديون المناخ"

تطالب الدول الأفريقية بمساعدات كبيرة من الدول المتقدمة لتمويل انتقالها في مجال الطاقة والتكيف مع تغير المناخ، وسط انتقادات لأوروبا لدعمها المحدود، بينما انسحبت الولايات المتحدة من هذا الملف بعد وصول دونالد ترامب الى السلطة. 

القارة تواجه أزمة ديون مميتة، إضافة إلى ما سمته "دين المناخ" الناتج عن تأثيرات الاحتباس الحراري، ما يعكس تناقضا إذ أن أفريقيا من بين أكثر المناطق تضررا من اختلال المناخ وارتفاع حرارة الأرض وفي الوقت نفسه هي من الأقل إصدارا لغازات الاحتباس الحراري بسبب ضعف نشاطها الاقتصادي مقارنة بإمكاناتها. 

خلال قمة أديس أبابا سعت الدول الأفريقية لتقديم مبادرات للتمويل من أجل عدم الاعتماد فقط على الدول الغربية، عبر "الميثاق من أجل الابتكار المناخي في أفريقيا" و"الصندوق الإفريقي للمناخ" وذلك لتمويل حلول مناخية محلية، الى جانب تقديم مئة مليار إضافية من المؤسسات المالية الأفريقية.

لومانيتيه: انتقادات لـ"تيك توك" بسبب مخاطر خوارزميات على المراهقين

خلص تقرير لجنة التحقيق الفرنسية حول آثار تطبيق تيك توك على الشباب إلى أن المنصة تشكل خطرًا على الصحة النفسية والحياة الرقمية لمستخدميها القاصرين. اللجنة، خرجت بثلاث وأربعين توصية، منها حظر استخدام وسائل التواصل لمن هم دون خمسة عشر عامًا إلا برسائل، كما فرض حظر رقمي لمن تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عامًا بين الساعة 10 مساءً و8 صباحًا. التقرير أشار إلى أن خوارزميات تيك توك تعتمد على اقتصاد الانتباه، مما يروج للمحتوى العنيف والمتطرف كما المثير للانقسام، مستغلة مشاعر المستخدمين السلبية. 

وفي حين خلصت اللجنة الى ضرورة التركيز على تغيير المنطق الاقتصادي للمنصة بدل الرقابة المباشرة، قال مديرو تيك توك إنه تم اتخاذ أكثر من 50 إجراءً لحماية المراهقين، مع التأكيد على اختلافهم مع نتائج التقرير.