تناولت الصحف الفرنسية اليوم 16 أيلول/ سبتمبر مواضيع عدة من بينها، الدور المصري في حرب غزة والضغوطات التي يواجهها الرئيس المصري السيسي، الى جانب تأثير انتشار الأسلحة الخفيفة في سوريا، والطموحات الروسية في أوكرانيا، كما شهادة لسجين فرنسي في السجون الصينية، الى جانب دراسة تكشف تراجع الديمقراطية في العالم. 

ليبيراسيون: السيسي بين ضغوط الداخل والتحالفات الخارجية في حرب غزة

بين ضغوط الداخل وتحالفاته الخارجية، يواجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي معضلة متصاعدة. ففي شهر آب/ أغسطس من العام الماضي، وصف لأول مرة أفعال إسرائيل في غزة بـ"الإبادة الجماعية"، ما لقي تأييدًا شعبيًا واسعًا، الا أنه وقّع بعد أيام عقدًا ضخمًا لاستيراد الغاز الإسرائيلي بقيمة 35 مليار دولار، في ظل أزمة اقتصادية خانقة وانقطاعات كهرباء متكررة. تشير الصحيفة الى أن الهجمات الإسرائيلية في قطر زادت مأزق السيسي الذي يسعى للحفاظ على دور الوسيط دون أن يُنظر إليه كخائن. ففي حين تروّج القاهرة لفكرة تحالف عسكري عربي، تصطدم بواقع التبعية الاقتصادية والعسكرية. 

في الداخل، يخشى السيسي من أي تعبئة شعبية قد تهدد نظامه، لذلك عمد الى قمع المظاهرات غير المرخصة، ونقل مؤسسات الحكم إلى العاصمة الإدارية، كما رفض استقبال الغزيين خشية اضطرابات في سيناء. وفي النهاية، تظل مصر ملتزمة بالدور الذي رسمته لها واشنطن منذ معاهدة السلام عام 1979: ضامنة الاستقرار مقابل الدعم العسكري الأميركي بحسب الصحيفة.

 لوموند: يجب كبح انتشار الأسلحة الخفيفة في سوريا

يحذر مارك داونز، مدير منظمة Small Arms Survey من الخطر المتزايد لانتشار الأسلحة الخفيفة في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد. داونز قال إن مخازن ضخمة تضم بنادق، ورشاشات، كما قذائف، وصواريخ محمولة، نُهبت ما أدى إلى تدفق هذه الأسلحة إلى السوق السوداء. 

يشير داونز إلى أن هذه الأسلحة توصف أحياناً بـ«أسلحة الدمار الشامل البطيئة» لأنها تغذي النزاعات، وتعرقل التنمية كما تهدد الأمن الإقليمي والدولي. 

ويطالب داونز المجتمع الدولي بمساندة سوريا وجيرانها عبر: استعادة الأسلحة المنهوبة، ومراقبة الحدود والموانئ، الى جانب تفكيك شبكات التهريب، وتوفير قدرات لتخزين كما إتلاف هذه الترسانات. فغياب التحرك، برأيه، ستكون كلفته أعلى بكثير على المنطقة والعالم.

لومانيتيه: زيارة دونالد ترامب الى لندن تتزامن مع احتجاجات ضخمة مناهضة للمهاجرين

تتساءل الصحيفة حول دور دونالد ترامب مع اقتراب زيارته الرسمية الثانية إلى لندن المقررة في السابع عشر من الشهر الجاري، فهل يأتي صديقًا للحليف الأوروبي بريطانيا أم خصمًا لحكومة حزب العمال ورئيسها كير ستارمر؟ 

تأتي زيارة ترامب بعد احتجاجات اليمين المتطرف التي دعمتها شخصيات بارزة في إدارته وسط شعارات عنصرية ضد المهاجرين. 

الصحيفة تقول إن منظمي التحرك، كتومي روبنسون، لهم سجل إدانة بتهم عنصرية وإجرامية، مشيرة الى أن ترامب يستغل صعود اليمين المتطرف البريطاني لتعزيز نفوذه الدولي. 

هذه التطورات تعقّد المشهد السياسي في بريطانيا، حيث يسعى حزب العمال بقيادة ستارمر للحفاظ على وحدة البلاد في مواجهة الضغط الداخلي والخارجي من قوى اليمين المتطرف والداعمين الأمريكيين.

لوموند: روسيا لا تملك أي سبب لتقليص طموحاتها في أوكرانيا وما بعدها

ترى تاتيانا كاستويفا-جان، الخبيرة في الشأن الروسي، أن المسار الدبلوماسي الذي أطلقته لقاءات بوتين-ترامب خلق بعض الانفتاحات، التي لا تزال بحاجة إلى تأكيد. فمنذ تنصيب دونالد ترامب، تتابعت جولات دبلوماسية مكثفة لم تؤدِّ إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا. وبحسب الخبيرة فإن لقاء ألاسكا منح بوتين مكسباً رمزياً، إذ قُدم باعتباره شريكاً أساسياً لا منبوذاً، مشيرة الى أن ترامب بدوره تخلّى عن مطلب وقف إطلاق النار الفوري ليتبنى فكرة «اتفاق شامل» غامض يتضمن اعترافاً بضم القرم وأقاليم شرق أوكرانيا، كما رفض انضمام كييف إلى الناتو.

رغم ذلك، تقول الخبيرة لم يتحقق أي اختراق حاسم. فروسيا، مستمرة في الحرب مستفيدة من دعم ترامب غير المعلن، ولا ترى سبباً لتقليص طموحاتها. 

ليبيراسيون: شهادة لسجين فرنسي حول ما يجري في السجون الصينية

أمضى الفرنسي ريمي أكثر من عامين في سجون الصين بعد إدانته زورًا بتهمة الاتجار بالمخدرات قبل تبرئته. يقول ريمي خلال احتجازه، تعرّض لتعذيب ممنهج وضرب وإهانات عنصرية، وحُرم من الرعاية الطبية، ما خلّف له كسورًا وتشوهات وإعاقات دائمة، إضافة إلى اضطراب ما بعد الصدمة. يشير الفرنسي الى أنه حُكم عليه بالسجن المؤبد في محاكمة صورية، ثم أُلغي الحكم بعد كشف تزوير الأدلة. 

من جهة أخرى يقول ريمي إنه لم يتلقَّ أي دعم قانوني أو مادي من فرنسا رغم زيارات قنصلية محدودة. وبعد إطلاق سراحه نهاية 2021، غادر الصين مجردًا من ممتلكاته واليوم يعيش في باريس بحالة صحية ونفسية متدهورة، يعتمد على مساعدات محدودة، ويقضي وقته منعزلاً. 

تعتبر صحيفة ليبيراسيون أن قضية ريمي تكشف الجانب المظلم للسجون الصينية وإخفاق الدبلوماسية الفرنسية. 

ليزيكو: التراجع المقلق للديمقراطية في العالم

تشير "المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات" إلى تراجع الديمقراطية عالميًا للعام التاسع على التوالي، حيث شهدت 54% من الدول تراجعًا في مؤشرات الحرية، واستقلال القضاء، كما مصداقية الانتخابات خلال السنوات الخمس الماضية. حرية الصحافة أيضا تواجه تهديدًا متزايدًا في دول مثل نيوزيلندا وأذربيجان كما غزة والمكسيك، بينما تتعرض الانتخابات للترهيب في دول مثل جورجيا. رغم ذلك، هناك مؤشرات إيجابية، خصوصًا في أفريقيا جنوب الصحراء مع تعزيز المشاركة المدنية وإجراء انتخابات أكثر شفافية في بوتسوانا وجنوب أفريقيا، وبصيص أمل في كوريا الجنوبية.

 المنظمة تحذر أيضًا من تزايد انفصال الدول الغربية وتأثيره على الإفلات من العقاب، وتقترح تعزيز الديمقراطية عبر دعم المشاركة المدنية وحماية حرية الإعلام.