تكلفة الأمن الأوروبي في مواجهة فلاديمير بوتين،وسيناريوهات قبول أو رفض الرئيس الروسي للشروط الأمريكية والأوروبية في عملية السلام مع أوكرانيا،إضافة إلى المخاوف من انزلاق سوريا إلى حرب أهلية من بين المواضيع التي تناولتها المجلات الفرنسية الصادرة هذا الأسبوع 

مجلة لوكورييه انترناسيونال: نحن مع الأوكرانيين

أشارت المجلة إلى أن أوكرانيا وجدت نفسها منذ أسابيع، رغمًا عنها، في قلب حراك دبلوماسي غير مسبوق بين واشنطن ولندن وباريس وبروكسل، والرياض، والغريب أنه لم يكن هناك حديث يُذكر عن الأوكرانيين أنفسهم. فما الذي يطمحون إليه بعد ثلاث سنوات من حرب مدمرة بشكل خاص؟ وكيف يعيشون تخلي دونالد ترامب عن رئيسهم؟

في نفس السياق لوبوان اعتبرت في إحدى مقالاتها أن أوكرانيا تصمد بفضل الطائرات المسيرة، موضحة أن مفاوضات السلام ووقف المساعدات الأمريكية تؤدي إلى نتائج متناقضة: فمن جهة، وبدلًا من التهدئة، تكثّف روسيا هجماتها، مستهدفة المدنيين، وتلجأ إلى أسلحة محرّمة دوليا، ومن جهة أخرى، وبدلًا من الاستسلام أمام وقف المساعدات الأمريكية، تنجح القوات الأوكرانية، بفضل ترسانتها من الطائرات المسيّرة، في كبح تقدم القوات المعادية، باستثناء الأراضي الروسية، حيث تتراجع تحديدا في منطقة كورسك.

مجلة ليكسبريس :ماهو ثمن الأمن الأوروبي في مواجهة فلاديمير بوتين؟

أفادت الصحيفة بأن كلفة إعادة تسليح أوروبا تتطلب مبلغ ثلاثمئة مليار يورو إضافية إلى غاية عام 2027، ووضعت المجلة ثلاثة سيناريوهات محتملة لتوفير هذا المبلغ الضخم

هناك دول تتمتع بحسابات مالية متوازنة ويمكنها تمويل هذه النفقات الجديدة من مواردها الخاصة. وهناك أخرى، مثل فرنسا، ستضطر إلى اتخاذ قرارات صعبة، حتى لو تم تخفيف القواعد المالية في عمليات الإنفاق والدعم كما حدث خلال أزمة كوفيد. هناك أيضًا مسألة إعادة ابتكار التضامن الأوروبي، وتعبئة مدخرات الأوروبيين الوفيرة، واستقطاب دعم المستثمرين الخواص. المهمة كبيرة وشاقة تعلق ليكسبريس، والوقت ينفد من بين أيدي القادة الأوروبيين.

صحيفة لوجورنال دوديمانش الأسبوعية: وقف إطلاق النار في أوكرانيا: بوتين يفرض شروطه، وترامب ينتظر

أوضح الكاتب أن موسكو، التي تبدو في وضع مريح حاليًا فيما يخص الحرب، ليست مستعجلة للتفاوض. على الرغم من أن روسيا كانت لديها أسباب لرفض العرض الأمريكي، إذ يمكن لوقف إطلاق النار أن يمنح أوكرانيا فرصة للتنفس وإعادة تسليح نفسها، إلا أنه من غير المرجح أن يصطدم بوتين بترامب في بداية الدورة التفاوضية. في سيناريو مشابه لما يحدث في إسرائيل، قد تقبل روسيا المبدأ ثم تبدأ بتقليصه تدريجيًا حتى تستأنف الأعمال العدائية. كما قد يعني أي اتفاق من جانبها أن الأمريكيين قد وافقوا على بعض الشروط الروسية غير المكتوبة، مثل رفع العقوبات

ويرى الكاتب أن موسكو تسعى إلى كسب الوقت، وتهدف إلى إتمام العملية في كورسك وتعزيز قبضتها على دونباس قبل أن توافق على تجميد الجبهة مؤقتًا ولا يزال هناك الكثير من الأمور التي يجب تحديدها، ولكن سواء أحببنا ذلك أم لا، فإن السلام يحرز تقدمًا، ويعود الفضل في ذلك إلى ترامب ،يقول الكاتب

مجلة لوبوان: في سوريا..السيناريو الأسوأ

اعتبر الكاتب أن المرحلة الانتقالية في سوريا لن تكون سلمية. فالمجازر العشوائية التي ارتكبت في الساحل، من قبل مسلحين يرتبطون بدرجات متفاوتة بالسلطة الجديدة في دمشق، ألغت فكرة خروج مشرف من الحرب الأهلية التي دمرت البلاد منذ 2011

ويرى الكاتب أن عدة عوامل أدت إلى موجة العنف المفاجئة. فمن جهة، يسعى الحكام الجدد في دمشق إلى ترسيخ سلطتهم في مواجهة تمرد أنصار النظام السابق. ومن جهة أخرى، هناك رغبة في الانتقام لدى بعض أفراد الأغلبية السنية ضد العلويين، كما تلعب الطموحات المتطرفة لبعض الإسلاميين دورًا في محاولة القضاء على هذه الطائفة، وربما تسعى أيضًا السلطات الانتقالية إلى إيجاد كبش فداء لتحميله مسؤولية الأزمات الاقتصادية المستمرة.

يخلص الكاتب إلى أن هزيمة الغرب في سوريا أصبحت أمرًا واقعًا منذ أن تراجع باراك أوباما، في عام 2013، عن فرض «الخط الأحمر» الذي حدده بمنع بشار الأسد من استخدام السلاح الكيميائي، ولم يعد بإمكان الدول الغربية استبعاد السيناريو الأسوأ: استئناف الحرب الأهلية، وهو احتمال لن يستفيد منه سوى تنظيم الدولة الإسلامية