إعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال الأحد بدولة فلسطينية ،عشية انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة،ومدى رمزية المبادرة الفرنسية السعودية وتأثيرها الفعلي على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من بين المواضيع التي تناولتها الصحف الفرنسية الصادرة اليوم 22 أيلول/سبتمبر 2025.

 لوموند : حتمية الاعتراف بدولة فلسطين

أشارت لوموند إلى أن المبادرة التي سيطرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من على منبر الأمم المتحدة تُوجّه رسالة إلى شعبين على الرغم من الانتقادات التي أثارتها، حيث يواجه قرار الاعتراف بدولة فلسطين انتقادات من معارضين يعتبرون أن التوقيت الحالي غير مناسب، ويقترحون تأجيله إلى وقت لاحق. ويشير هؤلاء إلى أن هذه الخطوة قد تُفسر على أنها مكافأة لحركة حماس، المسؤولة عن مجازر 7 أكتوبر والتي أشعلت سلسلة من الصراعات في منطقة الشرق الأدنى والشرق الأوسط. رغم ذلك، يظل الاعتراف بدولة فلسطين مسألة سياسية ذات رمزية كبيرة على الساحة الدولية، يعلق الكاتب.

الواقع أن إسرائيل لا تكتفي بالتأكيد عبر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية أبدًا، بل تعمل بكل ما لديها لمنع ذلك، وهي على وشك تحقيق هدفها نقرأ في افتتاحية لوموند.

لوفيغارو : فلسطين الحزينة

نقرأ في افتتاحية لوفيغارو أن اليوم الاثنين لن يكون يوم احتفال لفلسطين وداعميها. فالمبادرة الفرنسية السعودية لن تنهي حرب غزة، ولن توقف الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية. كما أنها لن تحسّن حياة الفلسطينيين، وربما لن تقرّبهم من حلمهم بالحصول على دولة مستقلة يومًا ما. بل قد يضطرون حتى لدفع ثمن مقابل هذا "الهدية" الرمزية.

 لوفيغارو : دولة فلسطين: الرهان المحفوف بالمخاطر لإيمانويل ماكرون

أشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تمكن من إقناع تسع دول، بينها المملكة المتحدة وكندا وأستراليا، بدعمه في جهوده لإعادة دفع حل الدولتين إلى الأمام، واعتبر الكاتب أن المبادرة الفرنسية السعودية قد تظل مجرد رمز دون أن يكون لها أي تأثير عملي على الأرض. موضحا أن فلسطين، تحولت لدى بعض الأوساط في باريس إلى قضية مقدسة، بينما يتضاءل صوت إسرائيل تدريجيًا لديهم، ما يعكس تغيّر موازين التأثير والاهتمام في الساحة الدولية والمحلية.

ليبيراسيون:خطوة تاريخية

يقول فيليب كوست إن فرنسا في مهمة اعتراف في الأمم المتحدة ،مهمة الاعتراف بدولة فلسطين في ظروف يمكن وصفها بالاستثنائية، حيث يشهد الشرق الأوسط أصعب مرحلة في تاريخه منذ عقود، كما أن هذا الاعتراف والزخم الدبلوماسي الغربي رفضت واشنطن إصدار تأشيرة الدخول لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في تحدٍ تاريخي للتقاليد وللسلطات الرمزية للأمم المتحدة، وسيلقي كلمته عبر الفيديو، أما محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي والشريك في المبادرة، فسيظهر من الرياض على نفس الشاشة الكبيرة، مما يُبرز تراجع دوره في إعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق اتفاقيات إبراهيم. وبسبب عدم إمكانية التقارب مع إسرائيل، المنشغلة بتوسيع الصراع في المنطقة، تبقى قضية الفلسطينيين معلقة، وربما تكون الجهود المبذولة هذا الأسبوع مجرد خطوة رمزية

لاكروا : الطريق الصعب

يرى الكاتب أن البعض قد يعتبر أن الاعتراف بدولة فلسطين مجرد خطوة رمزية، لكن بعض الرموز تحمل وزنًا كبيرًا في السياسة الدولية. ففي ظل الهجوم البري المستمر على قطاع غزة، واضطرار سكانه للنزوح، تأتي هذه المبادرة الفرنسية لتشكل دينامية سياسية تستحق التقدير والاهتمام، موضحا أن الاعتراف بدولة فلسطين في الوقت الراهن لا يمثل أي نوع من الهدايا لحركة حماس، التي تظل منظمة إرهابية ومسؤولة عن الهجوم المروع في 7 أكتوبر. بل على العكس، يحمل هذا الاعتراف رسالة واضحة تؤكد، أن أي مستقبل للفلسطينيين لا يمكن أن يُبنى على العنف أو النفي أو الانتقام، بل على السلام والعدالة والسياسة البناءة. ،ويقول الكاتب إن دولا جديدة تستعد للاعتراف بدولة فلسطين. لكن تحقيق التعايش بين دولتين يتطلب جهودًا من الجميع، سواء الإسرائيليين أو الفلسطينيين، وهذه هي الطريق الصعبة التي لا بد من اتباعها لضمان مستقبل سلمي في المنطقة.