تناولت المجلات الفرنسية في الأسبوع الاخير من شهر ديسمبر/كانون الأول 2024 مواضيع مختلفة من أبرزها مقال عن حصيلة السنوية للسياسية الإيرانية في منطقة الشرق الاوسط وموضوع عن خطة السلام الأميركية لوقف الغزو الروسي لأوكرانيا.

مجلة لكسبريس: من 7 أكتوبر إلى اليوم: كيف أصبحت إسرائيل أقوى من أي وقت مضى في الشرق الأوسط.

ترى مجلة لكسبريس ان اسرائيل التي كانت ضعيفة بعد 7 أكتوبر 2023، لكنها استطاعت ان تقلب الوضع من خلال نجاحها في كسر حركة حماس وحزب الله اللبناني، وعزل إيران، فسنة 2024 كانت مليئة بأحداث أعادت تشكيل وجه المنطقة. 

وتابعت المجلة الفرنسية ان في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، هبط رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على متن مروحية عسكرية في مرتفعات الجولان. مبتسما، وعلى الجانب الآخر من الحدود، في المنطقة العازلة، كانت تنتشر المركبات المدرعة الإسرائيلية وجنود المشاة. فبنيامين نتنياهو وأمام الكاميرات يراقب الخرائط  ويتحدث مع كبار الضباط. قائلا "نحن نعيش يوما تاريخيا".

واضافت مجلة لكسبريس ان اسرائيل حققت نتائج ملفتة، فحزب الله اللبناني فقد زعيمه التاريخي حسن نصر الله، ومعظم ترسانته العسكرية وآلاف المقاتلين في غضون أشهر قليلة، بعد تعرضه للحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في جنوب لبنان.

ومع سقوط نظام الأسد في سوريا، حُرم حزب الله أيضًا من ارتباطه البري بإيران.

وتابعت مجلة لكسبريس ان في قطاع غزة يعاني الجناح العسكري لحركة حماس من الالة العسكرية الاسرائيلية، وتسببت الحرب في دمار كبير لحق بالقطاع وأكثر من 45 ألف قتيل، وفقا لتقديرات حركة حماس، أما بالنسبة لإيران، فالنظام في طهران بات يرى "محور المقاومة" الخاص به يتقلص وهناك حتى تخوف من انهيار النظام على خلفية التطورات الاخيرة.

صحيفة كوريي انترناسيونال: 2024 عام مظلم بالنسبة لإيران 

نشرت صحيفة كوريي انترناسيونال رأيا لجيسون برودسكي، الباحث والمتخصص في الشأن الإيراني، حيث اعتبر أن العام الذي ينتهي قد شهد إضعافًا غير مسبوق للجمهورية الاسلامية الايرانية منذ تأسيسها عام 1979، على خلفية الهزائم التي منيت بها حركة حماس وحزب الله اللبناني، وسقوط النظام السوري.

وتابعت الصحيفة ان "محور المقاومة" الإيراني في حالة انحدار تام، ولم تفلت سوى الميليشيات الشيعية العراقية والحوثيين في اليمن.  

فعام 2024 كان عاماً مروعاً بالنسبة لإيران. ومع ذلك، فقد بدأت دولة علي خامنئي العام في موقع قوة على المستوى الإقليمي: فإسرائيل، التي كانت محاصرة في صراع مع حماس في قطاع غزة، وجدت نفسها معزولة على نحو متزايد على الساحة الدولية، وهذا ما أفاد طهران من خلال اندماجها على نحو متزايد في اللعبة الدبلوماسية الدولية.

لكن الوضع تدهور بسرعة تقول صحيفة كوريي انترناسيونال مع وفاة صالح العاروري، الرجل الثاني في حماس والمحاور المميز لإيران، والذي قضت عليه إسرائيل في بداية يناير/كانون الثاني. وفي شهر آذار/مارس، جاء دور محمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس في الشام، ليُقتل في سوريا مع عدد من مساعديه. ثم وجد الحرس الثوري نفسه محروما من بعض شخصياته التاريخية، وجزء من شبكاته وخبراته. 

وتقول الصحيفة إنه من المؤكد أن أحداث الأشهر الأخيرة أدت إلى زعزعة استقرار علي خامنئي. الذي يبلغ من العمر 85 عاماً، وفقد حليفاً ثميناً، أسرة الأسد، التي كانت تقف إلى جانب بلاده منذ عام 1979. ومن الممكن أن يؤدي سقوط بشار الأسد أيضاً إلى التعجيل بالمناقشات الداخلية داخل إيران حول إمكانية تطوير الأسلحة النووية بهدف حماية النظام. في حين يدعوا اخرون الى المفاوضات من اجل كسب الوقت.

صحيفة جورنال دو ديمانش: خطة سلام لأوكرانيا في ظل التوتر وفي مواجهة التقدم الروسي

افادت صحيفة جورنال دو ديمانش ان الاختلال في التوازن بين الأوكرانيين والروس أصبح أكثر وضوحا، لدرجة أن المرء قد يتساءل ما الذي قد يجبر بوتين على التفكير في المفاوضات.

فالرئيس الروسي فلادمير بوتين أعلن، الخميس الماضي، خلال جلسة الأسئلة والأجوبة التقليدية مع الصحفيين، أنه مستعد للقاء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب "في أي وقت". لكنه أشار إلى أن هدف "إخضاع أوكرانيا والحصول على ضمانات أمنية من حلف شمال الأطلسي لا يزال قائما".

واوضحت الاسبوعية الفرنسية ان في السابع من 7 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، خلال منتدى دولي عقد في سوتشي، على البحر الأسود، جامل الرئيس الروسي الرئيس الامريكي المنتخب. حيث ابدى اعجابه بسلوك ترامب وقت محاولة الاغتيال، واصفا اياه بالرجل الشجاع.

وترى اسبوعية جورنال دو ديمانش ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس كل يوم يشيد فيه بزعيم غربي، وبخصوص خطة السلام الامريكية  فقد أعدها دونالد ترامب مع مستشاره لأوكرانيا الجنرال كيلوج، وهو مناهض لروسيا، حيث تتألف الخطة من اقتراح تجميد الجبهة الحرب على نفس الطبيعة المنصوص عليها في اتفاقيتي مينسك رقم 1 و2. 

ونقلت الاسبوعية الفرنسية عن صحيفة فايننشال تايمز، ان أعضاء فريق ترامب، الذين يريدون طمأنة الحلفاء الأوروبيين بشأن مصير أوكرانيا، أكدوا أن الإدارة الجديدة تعتزم الاستمرار في تزويد كييف بالمساعدة العسكرية. فالفكرة غريبة للغاية بالنسبة لأي شخص يريد وقف الحرب. وفي المقابل، سيُطلب من الأوروبيين زيادة ميزانيتهم ​​الدفاعية بنسبة تصل إلى 5%.