جدل في فرنسا على خلفية قرار المحكمة بسجن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، ومقال عن مشاركة المستوطنين مع الجيش الإسرائيلي في حرب غزة، بالإضافة الى ربورتاج عن قضية المفقودين خلال حكم نظام بشار الأسد بسوريا، من بين المواضيع التي تناولتها الصحف الفرنسية الصادرة اليوم 26 سبتمبر/ ايلول 2025.

صحيفة لوفيغارو: نيكولا ساركوزي: تساؤلات حول حكم غير مسبوق 

تناولت صحيفة لوفيغارو موضوع محاكمة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، فبعد تبرئته من أخطر التهم فيما يسمى بقضية "التمويل الليبي"، حُكم على رئيس الجمهورية السابق بالسجن خمس سنوات بتهمة "التآمر الجنائي". 

وتابعت الصحيفة ان قرار المحكمة بسجن ساركوزي  أثار جدلًا واسعًا في فرنسا، وفي رده على قرار المحكمة، قال نيكولا ساركوزي إنه سيتحمل مسؤوليته، وسيمتثل لاستدعاء المحكمة، وإذا أرادت أن ينام في السجن، فإنه سينام فيه، ولكن مرفوع الرأس"، كما أصرّ الرئيس الفرنسي  السابق لدى مغادرته محكمة باريس الجنائية على براءته.

ووصفت  صحيفة لوفيغارو قرار المحكمة بالزلزال الذي ستكون له تداعيات سلبية، وسيؤدي على وجه الخصوص إلى تدهور العلاقات بين النظام القضائي والسياسيين، كما سيُشوّه سمعة هذين الركيزتين من ركائز الديمقراطية في نظر الرأي العام الفرنسي المُتأجج والمُنقسم بشكل متزايد.

صحيفة ليبراسيون: سجن ساركوزي: السقوط والصدمة في المحكمة 

افادت صحيفة ليبراسيون ان الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي حُكم عليه  بالسجن خمس سنوات بتهمة "التآمر الجنائي" في قضية التمويل الليبي لحملته الرئاسية لعام 2007، وهي سابقة تاريخية.

وتابعت اليومية ان الحكم بالسجن أعلن أمام قاعة محكمة مكتظة بالحضور، حيث بُرّئ البعض وأُدين آخرون. 

"جريمة ضد الأمة والدولة والجمهورية"، هي بضع كلمات قاسية من رئيسة المحكمة موجهة إلى نيكولا ساركوزي، الواقف في قفص الاتهام، ففهم رئيس الدولة السابق، بأن دوره خلف القضبان قد حان.

واوضحت يومية ليبراسيون ان  قبل دقائق قليلة من الحكم، كان وهيب ناصر، وهو ممول متورط في المخططات المشبوهة، وصديقه ألكسندر جوهري، رجل الأعمال سيئ السمعة، قد اقتيدا إلى مقعديهما، محاطين برجال الشرطة الفرنسية، بموجب أمر إيداع.

وعادت الصحيفة الى فصول القضية حيث أطلق العقيد القذافي خلال  شهر مارس/آذار 2011، وفي خضم الربيع العربي، تهديدا بالكشف عن "سر خطير" يتعلق بتمويل حملة ساركوزي الانتخابية بأموال ليبية، وفي 28 أبريل/نيسان 2012، نشر موقع ميديابارت الاستقصائي الفرنسي وثيقة تنص على مبلغ 50 مليون يورو كان من شأنه تمويل حملة ساركوزي الانتخابية.

صحيفة لاكروا: على خلفية إدانة نيكولا ساركوزي: " الخطابات المناهضة لسيادة القانون خطيرة" 

اجرت صحيفة لاكروا مقابلة مع  المؤرخ ماتياس برنارد Mathias Bernard، المتخصص في التاريخ السياسي الفرنسي، حيث يرى أن إدانة نيكولا ساركوزي هي جزء من حركة جوهرية، التي يسعى من خلالها  النظام القضائي الفرنسي إلى إضفاء طابع أخلاقي على الحياة السياسية، مما يُثير تحديات متزايدة لسيادة القانون بين المسؤولين المنتخبين. 

وتابع المؤرخ ان اول قرار تاريخي يعود  الى شهر  ديسمبر 2024، عندما أيدت محكمة النقض حكم نيكولا ساركوزي بالسجن ثلاث سنوات، إحداها مع وقف التنفيذ، بتهمة "الفساد" و"استغلال النفوذ" في قضية التنصت. وكانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ الجمهورية الفرنسية التي يُحكم فيها على رئيس سابق بالسجن  " ونفذ الحكم عن طريق السوار إلكتروني"، كما  كانت السابقة الوحيدة هي إدانة الرئيس السابق جاك شيراك عام 2011  في فضيحة الوظائف الوهمية لمجلس مدينة باريس، لكنه حُكم عليه مع وقف التنفيذ. واللافت للنظر في إدانة نيكولا ساركوزي الجديدة يقول المؤرخ لصحيفة  لاكروا هو أن عقوبته مصحوبة بأمر إيداع، مما يعني أنه سيُسجن. وهذا ما يجعل هذا القرار بالغ الأهمية.

صحيفة لومند: العبء الثقيل للمفقودين في الحرب الأهلية في سوريا

افادت صحيفة لومند من خلال ربورتاج ان  عدد السوريين الذين اعتقلهم نظام الأسد خلال الحرب الأهلية والذين لم تعثر عليهم عائلاتهم بعد سقوط الديكتاتور في ديسمبر 2024 يُقدر بما يتراوح بين 200 ألف و300 ألف مفقود.

وتناولت صحيفة لومند قضية الشاب وسيم دراعل الذي كان يبلغ من العمر 24 عامًا عندما أُلقي القبض عليه عام 2012، قبيل المذبحة الأولى التي ارتكبتها القوات الموالية للنظام في داريا أما شقيقه، حسام، فقد أُلقي القبض عليه عام 2013، وكان عمره 25 عامًا، بحسب عائلته التي لم تتلقَّ أي أخبار عن حسام خلال الشهرين الأولين، ثم انقطعت أخباره  لمدة ثلاث سنوات، بعدما كان السجناء المفرج عنهم يُخبرون العائلة عن أخباره، فقد كان في سجن المزة الجوي. 

وتقول صحيفة لومند ان ساحة الشهداء حاليا هي المدخل الرئيسي لمدينة داريا، فقبل سقوط النظام السابق، كانت تُسمى "ساحة الشهيد باسل الأسد"، تيمُّنًا بالأخ الأكبر للرئيس المخلوع، الذي توفي في حادث سيارة عام 1994. وتكبَّدت المدينة، التي كانت تحت سيطرة الثوار، والتي يُطل عليها مطار المزة العسكري والتلال التي كانت تتمركز فيها الفرقة الرابعة من الجيش، تكبَّدت ثمنًا باهظًا على يد نظام الأسد.

صحيفة لوفيغارو  كيف يُسند الجيش الإسرائيلي مهمة تدمير غزة إلى المدنيين؟ 

افادت صحيفة لوفيغارو ان مجموعات من المستوطنين المدنيين باتت تدعم الجيش الاسرائيلي في عملياته العسكرية بقطاع غزة، ففي خضمّ الدمار الذي لحق بقطاع غزة، يُمكن رؤيتهم من بعيد حيث يتم تجنيدهم بشكل رئيسي من شباب المستوطنات، الذين يتبنون أكثر الخطابات تطرفًا، ومهمتهم هي تطهير البنية التحتية وهدمها ومساعدة وحدات الهندسة في الجيش الإسرائيلي لخلق مناطق آمنة في قطاع غزة. 

واوضحت الصحيفة ان الجيش الاسرائيلي يدافع عن هذه الاستراتيجية مُتذرّعًا بـ"الضرورة العملياتية"، مُفسّرًا أن أي مبنى قد يُستخدم كمخبأ للمتفجرات أو الأنفاق أو من قبل قناصة حماس. لذا، فإنّ التدمير تمليه الضرورات الأمنية. 

وتتماشى هذه الاستراتيجية مع "عقيدة الضاحية"، التي صاغها الجنرال غادي آيزنكوت عام 2008، والتي دعت إلى التدمير المنهجي للمباني المشبوهة خلال حرب إسرائيل ضد حزب الله في لبنان عام 2006.