تناولت الصحف الفرنسية الصادرة اليوم 16 اكتوبر/تشرين الأول 2024 عدة مقالات من بينها معاناة سكان البقاع بلبنان في ظل القصف الإسرائيلي ومقال عن تأزم الوضع الاقتصادي اللبناني تزامنا مع الحرب بين حزب الله وإسرائيل بالإضافة الى موضوع عن تشديد الإجراءات حيال الهجرة غير الشرعية في دول الاتحاد الأوروبي.

صحيفة لومند: سهل البقاع في لبنان، المعقل التاريخي لحزب الله: "لا يوجد هنا سوى المعاناة "

نشرت صحيفة لومند ربورتاج من منطقة البقاع بلبنان حيث تعيش المنطقة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، على وقع أصوات القصف الاسرائيلي وأحصى الذين بقوا فيها، ومعظمهم من المزارعين، المئات القتلى والجرحى.

وافاد ربورتاج لومند ان القصف المكثف واليومي على سهل البقاع يروي قصة حرب أخرى، هذه الحرب الجوية، التي تشنها إسرائيل في شرق لبنان.

 فمن رياق، باتجاه مدينة بعلبك القديمة المشهورة بمعابدها وأطلالها وبروبيلايا من العصر اليوناني الروماني، يبدأ البقاع الشرقي. ويعد السهل، الذي يحده من الغرب جبل لبنان ومن الشرق جبال لبنان الشرقية، معقلاً تاريخياً لحزب الله وممراً استراتيجياً يربطه بحلفائه في سوريا والعراق وإيران. 

فالعمل في حقول المنطقة توقف والذي يعتمد جزء منه على العمالة السورية، وكشف الربورتاج ان وسط أحد هذه الحقول، سقط هيكل سيارة، قذفته قوة الانفجار على مسافة 30 متراً، وأود بحياة مدرس مدرسة وعائلته ودمر منزلهم.

وفي مستشفى رياق، على بعد 20 كيلومتراً، يتم إحصاء بعض ضحايا الحرب الجوية التي تشنها إسرائيل في البقاع. ويقول الدكتور محمد عبد الله، مدير المؤسسة: "إننا نأسف لسقوط 90 قتيلاً و455 جريحاً منذ 23 سبتمبر/أيلول". 

صحيفة لوفيغارو: الأزمة المالية اللبنانية: حرب لبنان الأخرى

تقول صحيفة لوفيغارو إن مليون لبناني فروا من القصف الإسرائيلي، في حين أن اقتصاد لبنان في حالة يرثى لها، والدولة مفلسة، والسكان مدمرون.

ففي الواقع، أزمة الدين العام والتخلف عن سداد الديون السيادية يعود تاريخها إلى أبريل 2020 -وهي ليست سوى قطرة من بحر أزمة مالية وحشية. 

فبسبب مخطط دبره محافظ مصرف لبنان السابق رياض سلامة، تراكمت خسائر تزيد على 70 مليار دولار في البنوك التجارية والبنك المركزي اللبناني.

واوضحت يومية لوفيغارو ان بعد أشهر قليلة من انتهاء ولايته الأخيرة، ألقي القبض على محافظ المصرف في بيروت على خلفية قضية اختلاس أموال عامة.

 كما انه يحاكم أيضًا في فرنسا، لا سيما بتهمة غسل الأموال واختلاس الأموال العامة، لكن مسؤوليته في الأزمة لم يتم فحصها من قبل أي سلطة قضائية أو سياسية، ويظل الإفلات من العقاب حجر الزاوية في نظام السلطة القائم منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية 1975-1990، وكان أحد الإجراءات الأولى هو تمرير قانون جديد للسلطة. 

ويوضح الصحفي الاقتصادي منير يونس لصحيفة لوفيغارو أن المساهمين ومديري البنوك في لبنان، وبدعم من جميع الأحزاب السياسية تقريبًا، يواصلون معارضتهم المنهجية لأي قرار مالي لا يحمي مصالحهم".

وترى الصحيفة ان الفراغ المؤسساتي في منصب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وهما سلطتان تنفيذيتان اساسيتان في البلاد فاقم الوضع، فرئيس الوزراء المنتهية ولايته نجيب ميقاتي يتولى معالجة الأمور الجارية ويمارس الصلاحيات وفقا لمصالح الجميع، ومنصب الرئيس يبقى شاغرا منذ انتهاء ولاية ميشال عون في تشرين الأول/أكتوبر 2022. ويرفض حزب الله أي شخصية تراس لبنان تمثل تهديداً استراتيجياً في نظره.

صحيفة لاكروا : في مواجهة تدفقات الهجرة، الاتحاد الأوروبي يسعى إلى تحصين نفسه 

افادت صحيفة لاكروا ان المزيد والمزيد من الدول الاوروبية باتت تميل إلى تقليد إيطاليا التي تعهدت بنقل المهاجرين غير الشرعيين إلى مراكز الاحتجاز في ألبانيا، فالقارة القديمة تسعى إلى أن تصبح أكثر انغلاقاً، حتى لو كان ذلك يعني غض الطرف عن عدد معين من انتهاكات حقوق الإنسان.

فإيطاليا ستنقل 16 مهاجراً غير شرعي وفي خطوة مذهلة، على متن زورق دورية من جزيرة لامبيدوزا إلى مراكز الاحتجاز الموجودة في ألبانيا. ومن المقرر وصولهم اليوم الأربعاء إيذانًا ببدء برنامج جديد، والذي يتكون من نقل المهاجرين غير الشرعيين إلى مركزين مغلقين في البانيا، حتى يتم فحص طلب لجوئهم هناك. بدأت إيطاليا في إنشاء هذه المراكز في نوفمبر/تشرين الثاني 2023. وللقيام بذلك، كان عليها إبرام اتفاق مع السلطات الألبانية: بموجب الاتفاقيات الدولية، ولا يحق لأي بلد إعادة طالبي اللجوء إلى دولة أخرى قبل دراسة طلباتهم. ولتجنب هذه الاتفاقية، حصلت إيطاليا على أراضي مراكز الاحتجاز من البانيا لتصبح بمثابة جيب إيطالي في ارضي دولة اخرى.

وافادت يومية لاكروا ان خلال اجتماع لوزراء الداخلية الـ 27 في لوكسمبورغ الخميس، عرضات المجر وإيطاليا على الطاولة اقتراحًا يهدف إلى إنشاء "مراكز عودة" على المستوى الأوروبي. يشير هذا الاسم الإداري إلى مراكز الاحتجاز في بلدان ثالثة بناءً على النموذج الإيطالي. 

وتأتي هذه المناقشة في وقت كانت الحكومات الأوروبية، لعدة أشهر، تمضي قدما بشأن هذا الموضوع. وأعادت ألمانيا وضع الحواجز على حدودها، واعلنت بولندا "التعليق المؤقت لحق اللجوء" للمهاجرين غير الشرعيين. ومن جانبه، تبنى الاتحاد الأوروبي بشكل نهائي ميثاقاً بشأن اللجوء والهجرة في شهر مايو/أيار، والذي من شأنه أن يعزز الضوابط على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.