تناولت الصحف الفرنسية الصادرة اليوم 07 جويلية/تموز 2024 عدة مقالات عن تحركات الأحزاب السياسية بفرنسا من اجل إثبات وجودها في الحكومة المقبلة التي يود الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تشكيلها، بالإضافة الى موضوع عن قمة الحلف الأطلسي والتحديات التي تواجهها الدول الأوروبية، ومقال عن زيارة رئيس الوزراء الهندي الى روسيا.

صحيفة لوفيغارو: معسكر ماكرون يريد الابقاء على سيطرته  

تقول صحيفة لوفيغارو إن الماكرونيين هم على استعداد لتقاسم السلطة، وليس تركها بالكامل غداة الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية التي خلفت برلمانا بلا أغلبية واضحة.

وتابعت الصحيفة انه في اليوم التالي من الانتخابات احصى المعسكر الرئاسي خسائره التي تقدر بنحو ثمانين نائبا وتساءل عن كيفية التخطيط للمستقبل. 

فبحسب قصر الاليزيه، طلب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من غابريال اتال البقاء رسميا رئيسًا للوزراء في الوقت الحالي من أجل ضمان استقرار البلاد.

فالرئيس يتحرك في كل الاتجاهات، من اجل أن يبقى في قلب اللعبة، ونقلت صحيفة لوفيغارو عن أحد المقربين من الرئيس ان ماكرون "في الوقت الحالي، يتحرك نحو ائتلاف حكومي يتراوح بين الشيوعيين واليمين".

 وفي معسكر ماكرون هناك كثيرون يريدون أن يلعبوا ورقتهم الخاصة على غير العادة، ولم ينتظر جناح اليمين الاشارة للتعبئة، حيث تحرك بعض الوزراء على غرار اجتماع وزير الداخلية جيرارد دارمانين مع عشرات النواب لتناول طعام الغداء في وزارة الداخلية، وكان الهدف واضحًا هو منع الجبهة الشعبية الجديدة، وهي كتلة نيابية معززة في البرلمان تمتلك أكبر عدد من المقاعد ب (184) نائب من الاستيلاء على السلطة، في حين تعتزم أحزاب اليسار اقتراح اسم للحكومة هذا الأسبوع. 

صحيفة ليبراسيون: اليسار الفرنسي في قاعة الانتظار بعد الانتخابات التشريعية 

ترى صحيفة ليبراسيون ان اليسار الفرنسي بات يتقدم خطوة خطوة منذ قرار حل البرلمان، فتحالف اليسار مازال مذهولا من نتائج الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية التي وضعت الجبهة الشعبية الجديدة في المقدمة، متفوقة على المعسكر الرئاسي والتجمع الوطني اليميني المتطرف.

واوضحت اليومية انه يتعين على التحالف الاتفاق على حكومة محتملة، وكانت خطابات قادة حزب فرنسا الابية والاشتراكيين والخضر والشيوعيين على وسائل الاعلام تصب في اتجاه ضرورة دعوة الرئيس الفرنسي الجبهة الشعبية الجديدة إلى الحكم. فتحالف اليسار يريد الضغط على ماكرون، لأنه يرى أنه يريد ترك الوضع يتدهور من أجل استعادة السيطرة. 

ونقلت صحيفة ليبراسيون عن بيير جوفيه  Pierre Jouvet الرجل الثاني في الحزب الاشتراكي قوله: "عليهم أن يعترفوا بأننا الكتلة الأولى، ويجب على الرئيس أن يقول إننا انتصرنا، فنحن قادرون على الحكم رغم لدينا مئتا نائب".

واضافت يومية ليبراسيون ان اليسار رغم عدم حصوله على الاغلبية البرلمانية لكنه يدعي تمثيله للأغلبية الشعبية يطالب بإلغاء إصلاح نظام التقاعد، وخلق "صدمة القوة الشرائية"، مع زيادة الحد الأدنى للأجور، وتطوير الخدمات العامة.

صحيفة لومند: الأوروبيون منقسمون تجاه الولايات المتحدة في قمة حلف شمال الأطلسي 

اعتبرت صحيفة لومند ان انتكاسات تشكيلتي إيمانويل ماكرون وأولاف شولتس في الانتخابات الأوروبية، والخلافات مع الأميركيين بشأن روسيا، واحتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وضعت دول الاتحاد الأوروبي في حالة ضعف عشية قمة الحلف الاطلسي.

فيتعين على جميع اعضاء الحلف ان يتواجدوا في القمة من اجل إظهار وحدتهم للاحتفال، بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لحلف شمال الأطلسي في خضم الحرب الأوكرانية.

فالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من المفترض هو الوحيد الذي سيكون غائبا عند الافتتاح، بسبب الأزمة السياسية التي أثارها حل البرلمان الفرنسي ونتائج الانتخابات التشريعية، وسيكون حاضرا يوم الاربعاء لمدة يومين.

واوضحت يومية لومند ان غياب الرئيس الفرنسي مساء اليوم إلى جانب الرئيس الامريكي جو بايدن يعطي فكرة عن مدى الضعف ليس فقط بالنسبة لفرنسا، بل أيضا بالنسبة للأوروبيين داخل الحلف الأطلسي، بعد ثلاثين شهرا من الصراع في أوكرانيا. 

كما أن المستشار الألماني أولاف شولتس ليس في أفضل حالاته السياسية بعد الانتكاسة التي سجلها الحزب الديمقراطي الاشتراكي في الانتخابات الأوروبية. وهي انتخابات بالعكس عززت من تواجد الجماعات الموالية لروسيا أو من انعزالية المانيا في جزء كبير من القارة وفي مقدمتها فرنسا.

بالإضافة الى اختلاف الزعيمين الأوروبيين ماكرون وشولتس حول القضية الأكثر حساسية في الوقت الحالي بالنسبة للحلف: وهي انضمام أوكرانيا الى حلف الشمال الأطلسي، حيث تتفق ألمانيا مع الولايات المتحدة على رفض عضوية كييف في التحالف، حتى لا يؤدي ذلك إلى التصعيد مع الكرملين أما فرنسا، على العكس من ذلك، فهي تسعى مع دول أوروبا الوسطى، وأيضاً المملكة المتحدة، الى رسم مسار نحو تكامل أطلسي.

صحيفة لاكروا: ناريندرا مودي يزور روسيا، الشريك التاريخي للهند 

افادت صحيفة لاكروا انه للأول مرة منذ بداية الحرب في أوكرانيا، يزور رئيس الوزراء الهندي روسيا في إطار زيارة تستغرق يومين.

وهذه الزيارة، هي الأولى أيضًا منذ بداية الحرب في أوكرانيا، حيث ترفض الهند إدانة الغزو الروسي وتدعو في الوقت نفسه إلى السلام. 

واوضحت يومية لاكروا ان الهند في الوقت الراهن  ترغب في مواجهة نفوذ منافستها الصين منذ المناوشات العسكرية التي تفاقمت على حدود الهيمالايا في يونيو/حزيران 2020.

وفي موسكو، ستركز المناقشات على بيع النفط الخام الروسي، الذي أصبحت الهند أكبر مشتري له منذ عام 2021، وعلى تطوير العلاقات التجارية، وبطبيعة الحال، على قضايا الدفاع. وفي هذا المجال، لا تزال روسيا المورد العسكري الرئيسي للهند تليها فرنسا مباشرة.