احياء مرور عشر سنوات على اعتداءات باريس عام 2015 ومقابلة  مع مدير الامن الخارجي بفرنسا عن التهديدات الأمنية التي تواجهها فرنسا، بالإضافة الى موضوع عن ردود الفعل في فرنسا حول عفو الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن  الكاتب بوعلام صنصال ، من بين المواضيع التي تناولتها الصحف الفرنسية الصادرة اليوم 13 تشرين الثاني  / نوفمبر 2025.

صحيفة ليبراسيون: ارتياح كبير في فرنسا بعد العفو عن الكاتب بوعلام صنصال 

افادت صحيفة ليبراسيون ان عفو الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال  الذي كان محتجزًا لمدة عام وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة "المساس بالوحدة الوطنية"، اثار موجة من الترحيب في الاوساط السياسية الفرنسية من رئيس الوزراء إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وتابعت الصحيفة ان مصير الكاتب البالغ من العمر 76 عامًا، والذي يعاني من  السرطان، شكّل مصدر قلق بالغ في ظل تنامي العداء بين باريس والجزائر، منذ أكثر من عام في ظل  أزمة دبلوماسية غير مسبوقة. 

وكان رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكورنو أول من ردّ على قرار العفو، فشكر أعضاء البرلمان الفرنسي  "الذين ساهموا في هذا الإفراج"، وأعرب عن أمله في أن يتمكن الكاتب "من الانضمام إلى عائلته في أقرب وقت ممكن" و"تلقي العلاج الطبي". كما أشاد "بالنهج المحترم والهادئ" الذي أدى إلى هذا الإفراج، الذي تم الحصول عليه من خلال وساطة دبلوماسية ألمانية.

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من جهته صرح خلال زيارة إلى تولوز، بأنه تحدث هاتفيًا مع الرئيس الألماني "للتعبير عن امتنانه العميق للمساعي الحميدة لألمانيا، وأعلن عن شكره وتقديره للفتة الإنسانية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، معربا عن استعداده لمناقشة جميع المسائل التي تهم فرنسا والجزائر.

واوضحت صحيفة ليبراسيون ان الطبقة السياسية الفرنسية  رحبت بقرار العفو عن الكاتب، وأعرب لوران فوكييه، رئيس كتلة حزب الجمهوريين اليميني في البرلمان الفرنسي عن سروره باستعادة صنصال "حريته، كما أعرب بول كريستوف، زعيم مجموعة حزب اوريزون البرلمانية، عن "ابتهاجه بالعفو عن الكاتب".

افتتاحية صحيفة لوموند: بعد عشر سنوات من هجمات 13 نوفمبر/تشرين الثاني: ذكرى وتحذيرات

تناولت صحيفة لوموند على غرار الصحف الفرنسية الاخرى ذكرى هجمات باريس 2015 الارهابية، وتقول افتتاحية لوموند ان أحداث الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 المأساوية حوّلت هذه الأماكن التي كانت تُقام فيها الاحتفالات الجماعية إلى مسارح لإحدى أعظم المآسي في تاريخ فرنسا.

وتابعت الافتتاحية انه بعد عشر سنوات، ينصب التركيز على تكريم ضحايا سلسلة عمليات القتل العشوائية التي تبناها تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، وأسفرت هجمات 13 نوفمبر/تشرين الثاني عن مقتل مئة واثنين وثلاثين  132 شخصًا وإصابة أكثر من 400 آخرين بجروح جسدية وإصابات نفسية لآلاف آخرين. لكن أهمية هذه الذكرى تتجاوز بكثير مراسم التأبين الرسمية، بعد الصدمة وردود الفعل الأولية، وبعد الإجراءات القانونية، التي اتسمت بمحاكمة تاريخية استمرت لأكثر من عشرة أشهر في عامي 2021 و2022، حان وقت التذكر، ليس للابتعاد  عن المآسي، بل لنسج رواية متكاملة قدر الإمكان والتعلم منها.

نيكولا ليرنر Nicolas Lerner رئيس الامن الخارجي الفرنسي لصحيفة لوفيغارو:: "التهديد الإسلاماوي متغير  ولكنه لا يزال مرتفعًا للغاية"

في مقابلة حصرية مع صحيفة لوفيغارو، حلل  رئيس المديرية العامة للأمن الخارجي (DGSE) المخاطر الجديدة التي تواجهها فرنسا، بالإضافة الى الدعم الذي تقدمه الدولة الفرنسية لمصالح أجهزة الاستخبارات، والتي ازداد عدد أفرادها بأكثر من 1000 عنصر منذ عام 2015. 

ففي رده على سؤال حول التغيرات التي  طرأت  على الارهاب الجهادي  والتحديات الجديدة لأجهزة الاستخبارات، اوضح رئيس الامن الخارجي الفرنسي ان   بين عامي 2013 و2018، كانت المنظمات الإرهابية مُهيكلة وهرمية ومركزية.، في حين تواجه اجهزة المخابرات  في الخارج بُنىً إرهابية مُجزأة وأفرادًا أكثر عزلةً يُنفّذون مشاريع إرهابية، مما يصعّب اكتشافهم. 

واضاف نيكولا ليرنر ان داخل الحدود الفرنسية لا تقلّ التحديات أهميةً، ويجب على الاجهزة الامنية استباق أفعال الأفراد الذين يُصبحون مُتطرّفين عبر الإنترنت بسرعةٍ فائقة، دون أن يُلفتوا الانتباه، فبالتنسيق المُستمر مع المديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسية (DGSI)، يتمثّل دور المديرية العامة للأمن الخارجي (DGSE) في محاولة اختراق هذه الشبكات للكشف عن المشاريع الإجرامية أو الملفات المُتطرّفة في أقرب وقتٍ مُمكن، ومن ثمّ إحباطها.

صحيفة لاكروا: داعش يبرز من جديد في سوريا بعد قرابة ست سنوات من سقوط الخلافة

افادت صحيفة لاكروا ان تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بات يستغل إعادة هيكلة سياسية تشهدها سوريا لمراجعة استراتيجيته. مستغلًا الثغرات الأمنية والتنافس المستمر بين السلطتين الحاكمتين - الحكومة الانتقالية في دمشق والإدارة الكردية لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الشمال الشرقي.

وتابعت صحيفة لاكروا ان تنظيم الدولة الاسلامية أعاد بناء نفسه كحركة تمرد متنقلة في خضم عملية التحول، فهو ينشط في مناطق كان يصعب الوصول إليها سابقًا، ويزيد من هجماته في المناطق المتنازع عليها، مستغلًا الفوضى التي أحدثها الانتقال السياسي في سوريا، كما  شقت خلايا تنظيم الدولة  التي كانت محصورة حتى الآن في سهول البادية السورية الشاسعة، شقت طريقها "إلى المدن والقرى السورية" بهدف "التسلل" إليها، كما يُقر نور الدين البابا، المتحدث باسم وزارة الداخلية، من مكتبه في دمشق، ويؤكد أن مكافحة داعش تُعدّ من "أولويات" الحكومة المؤقتة الأمنية.