يآآاه، هو احنا ما زهقناش بأه من المناقشات البيزنطية بتاعة جدوى عمل المرأة من عدمها؟ يبدو والله أعلم!
إن الإجابة : لأ. فالموضوع ده بالإضافة لموضوع جواز ضرب المرأة العنيدة من مواضيعنا المفضلة اللي ما بنزهقش من إننا ندخل كل شوية نطلعها من دولاب اللامنطق ونقعد نناقشها بجدية شديدة.
واللي بيشدنا كل مرة لفتح هذا النقاش، هو أحد أصدقاءنا الذكوريين اللي آراءهم بتميل للنزعة الأصولية، أو اللي بيتظاهروابكده.
الموضوع كل مرة بيبدأ بإشاعة ما أو تصور ما أو نظرية مؤامرة بعيدة عن المنطق، مثلا إن: الستات لو قعدوا في البيت مشهيكون فيه بطالة، أو إن: أبناء المرأة العاملة مصيرهم الوحيد هو الانحراف، أو نظريات مضحكة ومخجلة في نفس الوقت عنإن الست في شغلها بتدلع رئيسها وبتعمله ماساج وبتدخل معاه في علاقات عاطفية وفي نفس الوقت بتهمل زوجها وبتحرمهمن الماساج المجاني، زي ما انتشر في الفترة الأخيرة على السوشيال ميديا من أشخاص أقل ما يقال عنهم إنهم عايشينخارج إطار الزمن.
وقد يبدو لبعض الستات إن الحملات المستمرة دي هدفها الوحيد هو السيطرة على النساء ووضعهم في إطار لا يمكنهم الخروج منه ، لكني أظن إن الهدف مش بس السيطرة، لكن كمان لأن استمرارتواجد الأفكار دي في المجتمع هي وسيلة للنجاة لكتيرمن الرجال.
أصل يعني لو سيبنا الستات تشتغل، ولاقدر الله تفوقت على الرجال في مجال من المجالات والا حاجة، هل هيقدر صديقنا الذكوري يفضل يبعبع بنظرية تفوق الذكر عقليا وبدنيا؟ ، هل هيقدر يرفع كل مرة الكارت الأحمر لأي حد يعترض على وجوب الطاعة التامة للزوج بفرض إن مراته مخها على أدها؟
هل هيقدر يمسمر باب الكلام عن حقوق المرأة زي ما بيمسره دايما بمسامير (ماهي مسئولة من أبوها ثم أخوها ثم جوزها أههعشان ما تقدرش تتحمل مسئولية نفسها، يبقى حقوق إيه اللي بتتكلموا عليها؟)
طبعا لأ، أو على الأقل مش بسهولة، فليه بأه يدخل نفسه في احتمالات زي دي؟ ، ما يساعد على قتل فكرة عمل المرأة دي فيمهدها. وهنزوقها بشوية حواشي دينية، زي كراهية الاختلاط ووجوب جلوس المرأة كالدرة المكنونة في بيتها ولو اتهد سقفه فوقنافوخها، لا نحط اعتبار بأه للظروف الاقتصادية اللي دايسة ع الكل لدرجة إن البيت بيحتاج مصدرين دخل وأحيانا تلاتة أوأربعة عشان يقوم على رجليه، ده غير العائلات اللي بتعيلها ستات، سواأ لوفاة الرجل، أو بسبب الطلاق وامتناع الرجل عن الإنفاق، أو بسبب ان الرجل صحي من النوم فقرر ما يشتغلش ولا يصرف على بيت ولا عيال، فقط لأن كيفه كده.
ومش الظروف الاقتصادية بس والله، ولا الاجتماعية كمان، دا احنا يا صديقي ظروفنا الجغرافية نفسها ما تخليش فيه فرصة لتنفيذ نظرياتك في ضرورة منع خروج المرأة للعمل وبالتالي منع الاختلاط..
مش بإيدينا يا صديقي والله، احنا في مصر مثلا١١٠ مليون عايشين على ٢٪ من المساحة، مش بس مافيش مفر منالاختلاط، بل الالتحام أحيانا، وأي حد بيركب من محطة مترو العتبة في أي يوم الساعة ٢ الضهر هيعرف بالظبط أنا بتكلم عنإيه؟
فيعني أتمنى تزهق بأه، وتلمع إزاز النضارة وتبص حواليك، حمد الله ع السلامة إحنا في سنة ٢٠٢٤، في القرن الواحدوالعشرين، فياريت حضرتك تاخد كاريتة وتخرج
من مناقشات القرن الثامن عشر اللي انت مزنوق فيها هناك دي، عشان وراناشغل ومصاريف، وعيال عايزين نربيها