رسالة:
مرحبا عزيزتي
أتمنى ان تكوني بخير ..
أنا لست كذلك ولا أعلم ان كنت سأكون !
تختنق الكلمات في جوفي كل مرة .. كل يوم ولا أعلم إلى متى وكيف اعبر عن كل هذا القهر الذي يملأ وجداني يوميا وانا مثلالملايين، نتابع ما يقوم به الجيش الاسرائيلي في غزة لأكثر من عشرة شهور !!!!
على حاسوبي عشرات الصفحات المفتوحة بمواضيع غير مكتملة ..
منذ اكتوبر السنة الماضية، في كل اسبوع كما كل يوم وقبل ان انهي اي موضوع اكتب فيه، تظهر العناوين الإخبارية وهيتحمل صوراً تزلزل كيان ما تبقى من مشاعر وضمير يبدو انه شلّوا تماماً عند معظم البشر .
كيف أكتب عن أي شي
بعد مجزرة المصلين في مدرسة التابعين!!!
بعد صور الأكياس التي تملأها أشلاء البشر التي مزقها الصاروخ الأميركي الذكي ؟
اخ يا صديقتي
صور الصغار الشهداء .. يحدقون في اللاشيء
كيف يتجاوز اي إنسان مشاهد محمد أبو القمصان يلطم على رأسه تملأ الدنيا بعد ان قتل القصف الاسرائيلي زوجتهالدكتورة جمانة عرفة وطفليه التوأم الذين لم يتما يومهما الثالث مع جدتهم!!!
هل تعرفين يا صديقتي
عندما أقرأ ما يكتبه الناس والزملاء في غزة يومياً يجعلني أحس أن النفس الذي أتنفسه امتياز علي ان أستغله للصراخ فيوجهنا… وجه الإنسانية في كل مكان ..
متى سنقف في وجه المجزرة الهائلة؟
متى سنقف الظلم والقتل والتشريد ؟
تخيلوا ان هناك مئات الالاف من أهل غزة المحاصرين
يعيشون هذه الأخبار والصور.
يسمعون استغاثات أحبائهم تحت الأنقاض يذوب ويخفت دون ان يستطيعوا انقاذهم !!
ينقل الزميل إسلام بدر:
"صادفتُ شابا قبل قليل .. سألني .. هل انتشلوه؟
قلت له من؟
قال الشهيد تحت الأنقاض
قلت هم عشرة!
استغربَ.. قبل ان يستدرك ..
لا اتحدث عن مجزرة مدرسة النصر لكن عن مجزرة عائلة العامودي..
فهمتُ قصده وأجبتُ بأني تركتُهم يحاولون!
قصدتُ الدفاع المدني ..
قال لي هل تعلم أنه كان يصرخ صباحا .. وكان والده يؤكد أنه موجود تحت 3 طبقات من الأسمنت ..
لكن لا أحد استطاع انقاذه حتى خفت صوته ..
لعله فارق الحياة .. بل أرجو ذلك .. لأن العيش تحت الأنقاض ثم الموت بعدها ألما وجراحا وانقطاعا في الأنفاس سيكونأصعب.."
ماذا أكتب يا صديقتي !؟!؟
جفت الأقلام ورفعت الصحف