النهار الأخير في المدينة القديمة
لم يتسن لنا أن نراقب الشروق ولا حتى الغروب في اليومين اللذين قضيناهم في مدينة كبيك التاريخية ...
طقس كندا وما أدراك ما طقس كندا... أربعة فصول في اليوم الواحد..
كنا قد عزمنا على الذهاب الى مونتريال بعد أن نزور شلالات مونت مورينسي ، ننطلق بعدها لمحل يبيع الجبنة المحلية ومن ثم الى مخبز محلي لنشتري الخبز ونتناول فطورنا في طريقنا لمونتريال ..
أخذتنا سيري الى محل الجبنة الذي يقع في جادة كارتيه ولمحاسن الصدف وجدنا مخبزا ملاصقا له... على الطرف المقابل مقهى صغير Oliveجدا اسمه (زيتون)
ملاحظة: تأسرني المساحات الصغيرة المرتبة بعناية وتصميم أنيق حتى وان كان بأسلوب الحد الأدنى ميناماليست (عكسي تماماً)..
المهم: قلت لصديقاتي: لا بد أن نأخذ قهوتنا هنا.. استأذنت أن نستعمل المائدة الصغيرة لفطورنا (الجبنة والخبز وبعض الإضافات)
فريد... .. شاب كندي في الرابعة والعشرين.. يشبه فريد ميركوري الى حد ما..
كان الشاب (فريد) في منتهى اللطف بأن سمح لثلاث سيدات (في مقتبل العمر) -غمزة- أن يغيرن شكل مدخل محله المنمنم..
غرفة واحدة صغيرة مفتوحة تماما على رصيف الشارع بتصميم وخطوط أنيقة.. اللون الغالب ما يسمى بالأبيض المغسول (وايت ووش وود) مع الخشب بأسلوب الحد الأدنى..
سألته: هل فكرة المحل جديد أم أنها امتياز؟
قال: هذه فكرتنا أنا وشركائي، المحل جديد وكل ما ترونه هو من أفكارنا ... نحن ثلاثة أصدقاء أنا وسامي و..... نحب القهوة
قهوتنا من الدنمارك وحتى هذه الاكواب المميزة التي نقدم فيها القهوة يصممها لنا فنان دنماركي ...
الجلسة على الرصيف بأربع موائد صغيرة ومقاعد خشبية طويلة.. تقدم المياه في قوارير زجاجية عليها كلمة (زمالك) مما أثار شجوننا وحماسنا للمكان أكثر وأكثر.
قلت بحماس: هل تريدون شريكاً رابعا؟
امتلأ الجو ضحكاً وقهقهة
-كنت قد أخبرت رجوة ورولا أن لا تستغربا إن اختفيت قبل العودة لأنني أريد البقاء هنا في كبيك وقد لا أعود معهما الى أوكفيل-
سامي بودايا.. 31 عاماً تونسي من صفاقس.. يعيش في كندا منذ عدة سنوات، كان لاعب كرة قدم في الترجي التونسي
(بكل جدية): مرحبا سامي هل أنتم مهتمين بشريك رابع؟
ضحك سامي: أهلا وسهلا
عندما عرفت أنه تونسي انفرجت أساريري طبعاً وقلت له أن صديقتي فرح بن رجب وأننا عملنا معاً في راديو وتلفزيون العرب
تحدثنا لبضع دقائق وأخبرني أنهم بصدد فتح مكان جديد للمخبوزات في كيبيك (المدينة القديمة) وأنهم الثلاثة رواد أعمال ولديهم الكثير من الأفكار للمشروع الجديد.
استودعناهم السلامة والكثير من امنيات التوفيق على أمل اللقاء في الزيارة اللاحقة للسياحة أو العمل!! من يدري!!
أحب المرور عبر حيوات الناس والغوص في قصصهم الملونة
أحب ما يعكسونه على عقلي وقلبي حتى وان لم يكن سعيدا دائماً