بعد سنة وأيام من القتل والقصف اليومي لغزة وامتداده للبنان..
بعد كل هذا الوقت الذي قضيتموه أمام شاشات التلفاز تراقبون نشرات الاخبار..
بعد ملايين المقاطع التي راقبتموها وشاركتموها عبر وسائل التواصل عما يحدث في غزة، ثم لبنان..
بعد سلسلة المذابح المستمرة وتسوية المدن والمخيمات والقرى بالأرض..
بعد عشرات الالاف من الضحايا والمفقودين!!
بعد قتل واستهداف مئات الصحافيين!!!
بعد قنص الأطفال واغتصاب المسجونين!!!
بعد تجويع وتعطيش الناس ودفعهم قسرياً لترك بيوتهم وهدمها فوق رؤوسهم إن لم يفعلوا صاغرين...
ماذا ينتظر الإعلام ليستعمل كلمة إبادة لوصف ما يحدث في غزة؟
"لكي تُعتبر جريمةٌ "إبادة جماعية"، يجب أن تكون هناك نية واضحة لمرتكبيها بتدمير جماعة وطنية، أو إثنية، أو عرقية، أو دينية، تدميرًا كليًّا أو جزئيًّا.."
في حالة غزة، ليس من الصعب أن تُرى هذه النية واضحة! فمنذ 7 أكتوبر 2023، دعا العديد من المسؤولين الإسرائيليين علنًا إلى القضاء على الشعب الفلسطيني بأكمله في قطاع غزة!
غالانت وزير الدفاع السابق أعلنها منذ البداية في التاسع من أكتوبر 2023حين قال
"لقد أمرت بفرض حصار كامل على قطاع غزة، لن يكون هناك كهرباء، لا طعام ولا وقود، كل شيء مغلق، نحن نحارب حيوانات بشرية ونتصرف على هذا الأساس"
أما وزير التعليم يوآف كيش فصرح بنفس اليوم:
"هؤلاء حيوانات، ليس لديهم حق في الوجود، لست أناقش كيف سيحدث الأمر، ولكن يجب إبادتهم، هذا الهجوم ليس كافياً، يجب أن يكون هناك المزيد، لا يجب أن يكون هناك أي حدود للرد، قلتها مليون مرة، لن نحقق مهمتنا في الجيش الإسرائيلي حتى نرى مئات الالاف يفرون من غزة."
توالت التصريحات من الوزراء وأعضاء الكنيست وهي موثقة جميعها باليوم والنص من قبل هيئات ومؤسسات حقوقية.
إن عدم وصف ما يحصل في غزة بالإبادة من قبل الاعلام له أسبابه بحسب حقوقيين واعلاميين
الدكتور رامي عبده مؤسس ورئيس المرصد الأورومتوسطي قال إن الأمر يتعلق بالتاريخ والتوثيق وصورة ذهنية تترسخ عن مرتكب الإبادة وهي إسرائيل التي تمثل المشروع الغربي الذي يحرصون على وصفه بواحة للديموقراطية!
الصحافي علي يونس أكد أيضا على العلاقة العضوية والمتداخلة لإسرائيل مع الدول الغربية التي تنظر للشرق بنظرة استعمارية فوقية حيث إن ماضيهم الاستعماري حافل بما ترتكبه إسرائيل اليوم والاعلام الغربي يمثل هذا الفكر بالنتيجة.
وأنتم أعزائي ما رأيكم؟