أعطونا السلام... أعطونا الطفولة
مرّ أربعون عاماً منذ أن وقفت الصغيرة ريمي ابنة العائلة الفنية الطرابلسية «آل بندلي» في القصر الجمهوري أثناء العشاء الرسمي السنوي، لتنشد هذه الأغنية بلغات ثلاث (العربية والفرنسية والإنجليزية) أمام أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي، هذه الرسالة التي غنتها ريمي بندلي باسم أطفال بلدها، حركت عاصفة من التأييد العالمي لضرورة إيقاف الحرب في لبنان رأفة بأطفاله آنذاك!!!!
الأغنية لم تنه الحرب ولم تعط ريمي مستقبلا في بلدها فهاجرت الى غير رجعة..
منذ ذلك الوقت وأطفال الشرق الأوسط يغنون هذه الأغنية في حفلاتهم المدرسية وفي المسابقات الفنية.. كانت آخرها الطفلة السورية غنى أمام هيئة التحكيم في برنامج ذا فويس كيدز.
أما بعد
هناك منظمة إنسانية عالمية تدعى يونيسف أطلقت منذ زمن حملة (عالم جدير بالأطفال) على أمل حماية الأطفال في هذا العالم... اليونسف رصدت ومازالت
عشرات آلاف الأطفال قتلوا وشوهوا في حرب الولايات المتحدة على العراق منذ عام 2003 حتى يومنا هذا..
آلاف الأطفال في اليمن قتلوا قصفا وجوعاً. في أكتوبر 2021أعلنت اليونيسف حقيقة أن 10,000 طفل قُتلوا أو أصيبوا في اليمن منذ تصاعد النزاع في آذار / مارس 2015، مما يكافئ إصابة أربعة أطفال يومياً.
آلاف الأطفال في سوريا قتلوا قصفاً وغرقاً على مراكب الهجرة... عشرات الالاف نزحوا أو هجروا مع عائلاتهم الى كل العالم.. تقارير اليونيسف تحدثت أيضا عن مئات الأطفال الذين كانوا ضحية الاتجار بالبشر والذين فقدوا في أوروبا بعد ان وصلوا دون ذويهم.
وأنا أكتب هذه السطور يتابع العالم مقتلة الأطفال في غزة!!! أكثر من ستة عشر ألف طفل قتلتهم إسرائيل، آلاف منهم مازالوا تحت ردم منازلهم! منهم فقد رأسه والمئات فقدوا أطرافهم.
لا أستطيع أن أتخيل عدد الصغار الذين أصبحوا أيتاما بعد هذه المقتلة التي أنهت حياة عشرات الألاف من الأباء والأمهات.
وها هي إسرائيل توسع بطشها بصغارنا في لبنان فتقتل في يومين أكثر من خمسين طفلاً.. إضافة الى المئات من ضحايا قصفها وعملياتها الاستخباراتية.
سمانا عم تحلم
عم تسأل الأيام
وين الشمس الحلوة ورفوف الحمام
يا عالم أرضي محروقة.. أرضي حرية مسروقة
أتخيلها بصوت (هند رجب) ... ربما كانت قد غنتها في حفل مدرستها قبل أن تهدم إسرائيل المدرسة وتقتل هند وعائلتها ومسعفيها بدم بارد.
عروب صبح