تتطرق نايلة الصليبي في "النشرة الرقمية" إلى انتقادات "يان لو كون"، أشهر باحث في مجال الذكاء الاصطناعي وكبير علماء الذكاء الاصطناعي في شركة "ميتا".حول قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي في التفوق على الذكاء البشري و إلى المثلة التي قدمها خلال يوم "ميتا" للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي في باريس، بصفة برهان على "غباء" الذكاء الاصطناعي التوليدي !
الذكاء الاصطناعي غبي !
أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي قبلة شركات التكنولوجيا الناشئة والعملاقة في السيليكون فالي. إذ تعتبر هذه الشركات أن هذه التقنية هي ثورة مجتمعية باستثناء شخص واحد، يان لو كون، أشهر باحث في مجال الذكاء الاصطناعي وكبير علماء الذكاء الاصطناعي في شركة ميتا.
فمنذ ظهور ChatGPT في نهاية عام ٢٠٢٢، يناقش ويعارض تيار التفكير الشائع حول الذكاء الاصطناعي التوليدي، بأنه متفوق و يشكل خطرا على مستقبل البشرية، ويصحح علانيةً في تغريداته على موقع إكس (تويتر سابقا)، تنبأ إيلون ماسك بأن الذكاء الاصطناعي سيكون أكثر ذكاءً من البشر بحلول عام ٢٠٢٥. المعروف عن إيلون ماسك أنه متأثر بكتاب Nick Bostrom الشهير Superintelligence.paths. Dangers.Strategies. إيلون ماسك، الذي يستثمر الآن بكثافة في الذكاء الاصطناعي عن طريق شركة xAI ونموذج Grok، لمواجهة OpenAI وChatGPT.
لكن الخبراء وعلماء الذكاء الاصطناعي منقسمون حيال هذه الصورة القاتمة، ومنهم طبعا يان لو كون، أشهر علماء الذكاء الاصطناعي الذي حاز على جائزة تورينغ حول أعماله مع جيفري هينتون ويوشوا بينجيو الذين يُعتبرون "آباء ثورة التعلم العميق".
ذكاء الآلة المتقدم بدل الذكاء الاصطناعي العام
من أبرز مواقف يان لو كون أن الذكاء الاصطناعي العام Artificial General Intelligence، الذي يوصف بأنه نظير العقل البشري، أمر مستحيل. وهو يفضل الحديث عن ذكاء الآلة المتقدم Advanced Machine Intelligence (AMI)، مع الإشارة إلى أن التكنولوجيا الحالية بعيدة كل البعد عن الذكاء. والدليل: "لا يمكنها التفكير".
ولإثبات ذلك، و خلال يوم ميتا للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي في باريس Meta AI Innovation Day قدم يان لو كون بحوثا في عملية إنشاء الذكاء الاصطناعي التوليدي، استنادًا إلى النموذج الحالي للاقتراح الانحداري التلقائي. autoregressive suggestion.
حيث يقوم العلماء بواسطة هذا الأسلوب بإعطاء الكمبيوتر نصًا غير متناسق، يحذفون منه الكلمات. وعلى الذكاء الاصطناعي التوليدي أن يعيد تركيبه، وذلك استنادًا إلى مليارات الوثائق التي اطلع عليها سابقًا.
يشير يان لو كون إلى أن "هذا ليس منطقًا"، لأن النموذج اللغوي لا يمتلك أي فهم للعالم من حوله. إنه ببساطة يولد الكلمة التالية، مصطلحًا تلو الآخر. ولا تعرف هذه النماذج أيضًا كيفية استخدام الأدوات، مما يجعل أي مهمة رياضية معقدة مستحيلة.
الذكاء الاصطناعي التوليدي أقل ذكاءً بـ 50 مرة من طفل عمره 4 سنوات
يقترح يان لو كون مثالًا آخر يقول فيه إن في سن العاشرة، يصبح الطفل قادرًا على إعداد مائدة بتقليد والديه. غير أن الروبوت لن يتمكن من القيام بذلك من تلقاء نفسه. فهو ليس بهذا الذكاء"، يرى يان لو كون أن عدم قدرة الذكاء الاصطناعي على فهم الأشياء الأساسية مثل الجاذبية أو المسافات هو نقطة ضعف أساسية.
أجرى يان لو كون أيضًا مقارنة طريفة بين دماغ الطفل ونموذج اللغة بالحجم العادي.فوفقًا له، سيستغرق الإنسان 170,000 سنة لتعلم جميع الرموز في نموذج اللغة الكبير (LLM) Large Language Model . ومع ذلك، ومع وجود مليوني ليف عصبي ضوئي ينقل ما يعادل 10 بايت في الثانية، فإن دماغ الإنسان يسجل بيانات أكثر بـ 50 مرة من بيانات نموذج اللغة الكبيرة في 4 سنوات. ويخلص إلى القول "إن الذكاء الاصطناعي التوليدي أقل ذكاءً بـ 50 مرة من طفل عمره 4 سنوات"، لأنه لا يمكنه التفكير المنطقي.
نوع جديد من الذكاء الاصطناعي يتفوق على الذكاء البشري؟
يقول يان لو كون لموقع Numerma : "إن الخوف من أن يتفوق الذكاء الاصطناعي التوليدي على البشر هو أمر خاطئ، على الأقل في عام ٢٠٢٤ وفي المستقبل المنظور".
فبالنسبة له، "مستقبل الذكاء الاصطناعي هو بنية الذكاء الاصطناعي القائمة على الموضوعية. « Objective-Driven AI Architecture وهذا لن يكون نموذجاً تراجعياً، الذي يعتمد التنبؤ بكلمة واحدة في كل مرة، بل نموذج تخطيطي يمكنه توقع الأشياء".
وكان قد ألمح يان لو كون إلى هذا الموضوع، خلال الشائعات التي ترددت حول "كيو ستار"، النموذج السري للذكاء الاصطناعي من شركة OpenAi الذي تخيل البعض أنه سينافس الدماغ.
فهذا لا يعني أن الأمر مستحيل، يَقِنُ يان لو كون أن شركة "OpenAI مع مايكروسوفت. وأيضا شركة ديب مايند لدى غوغل وربما ميتا بالرغم من عدم ذكره لها، يخططون للوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام.
يمكن الاستماع لـ "بودكاست النشرة الرقمية" على مختلف منصات البودكاست. الرابط للبودكاست على منصة أبل
للتواصل مع نايلة الصليبي عبر صفحة برنامَج"النشرة الرقمية"من مونت كارلو الدولية على لينكد إن وعلى تويتر salibi@ وعلى ماستودون وبلوسكاي عبر موقع مونت كارلو الدولية مع تحيات نايلة الصليبي