القصف الوهمي بعيد المدى وتدمير إسرائيل لآبار الماء في غزة مواضيع تناولتها الصحف العربية الصادرة هذا الصباح، إضافة إلى وقفة أدبية لافتة لسمير عطا الله عند أهمية السرد في الرواية.
النهار اللبنانية
غرائبيات و"محاكاة "... أمام لحظة رعب!يقول نبيل بو منصف في مقاله في صحيفة النهار اللبنانية إنه في نيسان الماضي، “شاهد” العالم فصول محاكاة غرائبية لحرب إقليمية مخيفة لم تقع، تولت “البطولة” فيها إيران وإسرائيل بتبادل خيالي للحذاقة في “القصف” الوهمي البعيد المدى العابر للدول. أحدثت تلك الواقعة أسسا لأحد أغرب “تحديثات” الحرب الدعائية التي تتنافس فيها إسرائيل وإيران وتدور من حولها “مشتقات” اللعبة كأنها تسخر من عقول الشرق أوسطيين جميعا، بل العالم بأسره، وتفرط إفراطا مقززا في تثمير التداعيات على جانبي ضفتي الحرب المجزرة الجارية في غزة بشلالات دماء الفلسطينيين الذين لم يعد العالم الفاقد كل أخلاقيات الإنسانية يقيم اعتبارا لأنباء المجازر اليومية التي ترتكبها إسرائيل في صفوفهم.
تمادى هذا الجانب الدعائي الفاقع من جوانب أطول مواجهة فلسطينية وعربية مع إسرائيل في تاريخ الصراع، إلى أن بلغنا اللحظة الراهنة في وقوف لبنان عند “مفترق الرعب” منذ سقوط صاروخ “جامح” أو “متآمر” أو “مخطئ” في لحظة تفلت حسابات حربية استراتيجية في ملعب لكرة القدم في قرية مجدل شمس الجولانية المحتلة.
لم نشهد في تاريخ الواقعات الحربية، لا سابقا ولا لاحقا، هذيانا من نوع أنباء وتصريحات استباقية تجزم بأن “الضربة” الآتية “ستكون محدودة”، يجري ترداد هذا الموال منذ أيام بلا رفة جفن، كأن من يعتزم القيام بعمل حربي مهول يعلن مسبقا سقف “نياته الحسنة” ويستدرج عدوه إلى أن يلتزم “آداب” التعامل بالمثل، حتى وزير خارجية لبنان انزلق إلى هذه المحاكاة الساخرة
ثم إن تاريخ الحروب والواقعات الحربية أيضا لم يشهد نماذج من السطحية الخيالية الإعلامية، خصوصا مع تدفق “معلومات” مسربة من نماذج أن أميركا تتوسط مع إسرائيل لتحييد بيروت والضاحية والمطار. فماذا عن سائر لبنان الآخر؟
القدس العربي
تدمير آبار المياه في غزة يزيد بؤس الفلسطينيينبحسب الصحيفة فجر الجيش الإسرائيلي فجر أكثر من 30 بئرا للمياه في غزة هذا الشهر لتتضاعف المصائب الناتجة عن القصف الجوي الذي حول جزءا كبيرا من القطاع الفلسطيني إلى أرض خراب تخنقها أزمة إنسانية.
ويقول سلامة شراب مدير شبكات المياه في بلدية خان يونس إن الآبار دمرتها القوات الإسرائيلية في الفترة من 18 إلى 27 يوليو تموز في مدينتي رفح وخان يونس جنوب القطاع.
ولا تنحصر مخاوف الفلسطينيين في وقوع قصف إسرائيلي أو توغل بري فحسب، بل يجدون صعوبة شديدة يوميا من أجل الحصول على مقومات النجاة مثل المياه لأغراض الشرب والطهي والاغتسال.
ويحفر الناس آبارا في مناطق قاحلة بالقرب من البحر إلى حيث دفعهم القصف، أو يعتمدون على مياه مالحة من طبقات المياه الجوفية الوحيدة المتاحة في غزة، وأصبحت هذه المياه الآن ملوثة بمياه البحر والصرف الصحي ويقطع الأطفال مسافات طويلة للاصطفاف في طوابير أمام نقاط الحصول على المياه. وفي كثير من الأحيان لا يملكون القوة الكافية لحمل الحاويات المملوءة فيسحبونها إلى منازلهم على ألواح خشبية.
الشرق الأوسط
مدن الصيف... النهر والبحرنقرأ مقالا لافتا لسمير عطا الله يعتقد فيه أن اشق الأدب يتعرف إلى دنيا المياه من خلال تُحفتين: قصة قصيرة كتبها البولندي جوزف كونراد، بعنوان «قلب الظلمة»، ورواية قصيرة كتبها إرنست همنغواي، بعنوان «الرجل العجوز والبحر»، وقد ترجمها البعض «الشيخ والبحر»، والبعض الآخر «العجوز والبحر»، وأرجّح أن الأولى هي الأقرب إلى درامية النص.
في قصة كونراد يجري صراع الفرد الضعيف على مسرح المياه العذبة؛ نهر التيمز ونهر الكونغو.
وفي رواية همنغواي المسرح هو البحر، المياه المالحة، والبطل صيّاد كوبي في هزيعه الأخير، يقع على سمكة قرش ضخمة، ويحاول القبض عليها، لكنها غنيمة غير سهلة فالرواية كلها عبارة عن مشهد واحد: بقائية الحياة، بين صيّاد فقير عاش عمره على قارب صغير يطارد أسماك البحر الكاريبي، وحوت كبير يرفض الاستسلام.
الروعة في النصين ليست في الحبكة، بل في السرد، كلاهما -البحّار البولندي والمراسل الأميركي- يكتب زهرة تجارية في عالم متحارب ومُتعادٍ، وباحث عن ضحية يعتدي على حريتها، وأملاكها، وحتى حياتها.
البرّ ليس أقل عدوانيةً وافتراءً، لكننا اعتدنا عليه، أما حين تكون على سطح سفينة، وتتأمّل نفسك بين السماء والمياه، ولا شيء أمامك سوى حافة الأفق، الذي ليس خلفه سوى أفق آخر، لا متناهيات الآفاق والمياه، فإنك تشكر الله على اختراع المواني التي أُنشئت على الطريق، وثمة دلائل كثيرة على أنك أصبحت قريباً منها، بينها أطراف اليابسة، وطيور النورس التي تبدأ في الحَوم والتحليق والانقضاض، وكأنها تستطلع وتتبادَل الرسائل حول ما ينتظرها من آدام وطعام.
العرب اللندنية
محمد السادس بعد 25 عاما…لفت خطاب محمّد السادس، في ذكرى مرور ربع قرن على خلافة والده الملك الحسن الثاني على عرش المغرب، الكاتب خير الله خير الله في تركيزه على مشكلة المياه في بلده قبل انتقاله إلى حرب غزّة وشروط معالجتها. هناك ملك يجمع بين الداخل والخارج، بين تطوير المغرب داخليا وتمكينه من لعب دور بناء خارج حدوده، بما في ذلك على الصعيد الفلسطيني، بعيدا عن الشعارات.
لم يستطع المغرب حصد كلّ التأييد العربي والدولي لقضيته الأولى، وهي قضية مغربيّة الصحراء، من دون تماسك داخلي لعب محمّد السادس دورا قياديا في تعزيزه خلال السنوات الـ25 من حكمه. عمل ذلك من خلال رهانه على الإنسان المغربي والتجربة الديمقراطية التي باتت رائدة من خلال دستور العام 2011 الذي ساهم في خلق المزيد من الثقة والتلاحم.
يتحدث العاهل المغربي، بصراحة ليس بعدها صراحة وشجاعة ليس بعدها شجاعة عن كيفية التعاطي مع حرب غزّة وكيفية إنهائها بعيدا عن المتطرفين من أي جهة كانوا.