عناوين النشرة العلمية :
- العالم يشهد موجة جديدة ضخمة من ابيضاض المرجان
- أعداد الوشق الأيبيري المهدد بالانقراض تضاعفت خلال السنوات الثلاث الأخيرة
- اكتشاف مجرى النهر الخفي الذي ساهم ببناء أهرامات الجيزة وسواها
بسبب درجات حرارة المحيطات القياسية بفعل تزاوج ظاهرة النينيو المناخية مع ظاهرة التغير المناخي، يشهد العالم حاليا منذ شهر موجة جديدة ضخمة من ابيضاض المرجان، هي الرابعة منذ العام 1998. فبالاستناد إلى الإعلان الصادر منتصف نيسان/أبريل عن الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) يستمرّ ابيضاض المرجان في التوسع والتفاقم في العالم وتأكّد في 62 دولة وإقليماً، في نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي. تضرّر ما لا يقل عن 60,5% من الشعاب المرجانية في العالم نتيجة الإجهاد الحراري الذي يهلكها كما تهلكها الأمراض وتكاثر الكائنات المفترسة عليها. الابيضاض الشديد للشعاب المرجانية أبلغ عنه في تسع دول وأقاليم بينها الهند وسريلانكا. وبدأ الحاجز المرجاني العظيم في شمال شرق أستراليا يتأثر. وفي محاولة لحماية الشعاب المرجانية، منعت سلطات تايلاند الوصول خلال الأسبوع الفائت إلى جزيرة Pling ومتنزه جزيرة Phuket.
يشدّد المراقبون على أنّ الموجة الرابعة من ظاهرة ابيضاض المرجان في العالم "لا تحدث من دون تداعيات التغير المناخي". علما بأنّ هذه الظاهرة تتفاقم بسبب تخزين مياه المحيطات لدرجات حرارة غير مسبوقة وقياسية منذ أشهر إذا تيقّنا أنّ شهر نيسان/أبريل الفائت كان الشهر الثالث عشر على التوالي من بين الشهور الأكثر حرا على الإطلاق، في نتيجة مدفوعة بالتغير المناخي الذي تفاقم بسبب ظاهرة النينيو الرافعة لدرجات الحرارة. ستبقى درجات حرارة الفصول مرتفعة إلى حين أن تعكس الوضع ظاهرة النينيا التلطيفية التي ستنطلق دورتها الطبيعية بحلول فصلي الصيف أو الخريف المقبلين.
بناء على توقّعات الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي، ثمة احتمال بنسبة 61% أن تتجاوز سنة 2024 درجات حرارة العام الفائت لتصبح السنة الحالية الأكثر حرّاً على الإطلاق.
خروج حيوان الوشق من لائحة الأنواع المهدّدة بالانقراض "بشكل حرج"
حيوان الوشق الإيبيري Iberian lynx الذي هو من فصيلة القطّ، كان على وشك الانقراض قبل عشرين عاماً، بسبب الصيد الجائر وتعرّضه لحوادث على الطرق والتقدّم المُدُني في موائله الطبيعية، فضلاً عن تراجع أعداد الأرانب البرية، الفريسة الرئيسية له في شبه الجزيرة الإيبيرية وتحديدا في متنزه Doٌana الوطني وجبال Sierra Morena في المنطقة الجنوبية الغربية للأندلس.
لكنّ الخبر السار هو أنّ أعداد الوشق الإيبيري ارتفعت بنحو الضعف في إسبانيا والبرتغال منذ العام 2020. فبعدما ولد 722 وشقا في العام 2023، أصبحت أعداد هذه الحيوانات في شبه الجزيرة الايبيرية 2021 وشقا، وهو رقم قياسي منذ أن بدأت عمليات مراقبة هذا النوع الذي كان قبل ثلاث سنوات بعدد 1111 حيواناً.
زادت أعداد حيوانات الوشق في إسبانيا والبرتغال بفضل نجاح برنامج التربية في الأسر وبفضل عمليات الإطلاق في البرية التي بدأت في العام 2011. نشير إلى أنّ
الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة وبعدما كان أدرج الوشق ضمن لائحة "الأنواع المهددة بشكل حرج بالانقراض" خفّض تصنيفه ليضعه في لائحة "الأنواع المهددة بالانقراض" لا أكثر.
يمتاز الوشق الايبيري بأذنيه المدبّبتين وبأرجله الطويلة وبجلده المرقط الشبيه بالفهد.
إجابة عن السؤال حول مدى مصداقية تمتّعه بنظر خارق تماشيا مع القول الفرنسي المأثور avoir un œil de lynx أي "لديك عين ترى من بعيد كعين الوشق"، لا ينعم الوشق برؤية أقوى من رؤية الهرّ والإنسان من الناحية العلمية، إنّما ربطت به قدرات الرؤيا الخارقة عن غير وجه حقّ.
العبارة الفرنسية الأساسية تعود إلى الميثولوجيا اليونانية وإلى أسطورة البطل Lyncée الذي كان قائد سفينة يتمتّع بنظر ثاقب فضُرب به المثل avoir un œil de Lyncée. لكنّ مع عوامل الوقت والتحريف وإقحام نصّ بديل في النصّ الأصلي، إنّ العبارة الفرنسية التي تثني على خاصية النظر الثاقب تحوّلت من avoir un œil de Lyncée إلى avoir un œil de lynx .
أدلة ميدانية عن وجود نهر "الأهرامات" بقرب موقعها الحالي
بجانب نحو ثلاثين هرماً في مصر القديمة، من بينها أهرامات الجيزة، اكتشف علماء الآثار مجرىً قديما لنهر النيل بات جافاً حالياً، لكنّ وجوده في المنطقة قرب العاصمة المصرية القديمة ممفيس، يفسرّ سبب بناء عدد كبير من الأهرامات لأنّ مجرى النهر هذا قد يكون ساعد في عملية نقل المواد اللازمة لإنشاء هذا المجمّع الأثري قبل نحو أربعة آلاف سنة.
بحسب ما كتبت إيمان غُنيم الاختصاصية في الجيومورفولوجيا في جامعة نورث كارولينا في مدينة ويلمنغتون الأميركية في دراسة كانت المعدّة الرئيسية لها ونشرتها في مجلة " Communications Earth & Environnement"، إنّ النهر الذي يبلغ طوله 64 كيلومترا والمسمّى "الأهرامات"، كان مدفونا لفترة طويلة تحت الأراضي الزراعية ورمال الصحراء. لرسم خريطة لفرع نهر النيل الخفي، استخدم فريق الدكتورة إيمان غُنيم صوراً التقطتها أقمار اصطناعية رادارية. تتمتع أجهزة استشعار الرادار بقدرة مميزة على الكشف عن الهياكل القديمة أو الأنهار المدفونة تحت الرمال.
أكدت التحليلات الميدانية على غرار الحفريات العميقة في التربة، بيانات الأقمار الاصطناعية وكشفت عن النهر المخفي الذي يتراوح عرضه بين 200 و700 متر، أي ما يعادل مقاييس مجرى نهر النيل الحالي.
بما أنّ منسوب النيل آنذاك كان أعلى بكثير مما هو عليه اليوم، كان له مجارٍ عدة تَعبُر سهوله الفيضية التي يصعب تتبع أثرها لأنّ المنظر الطبيعي تغيّر بسبب بناء سد أسوان في ستينات القرن العشرين.
تؤكد الدكتورة غُنيم وجود أدلة كثيرة على أن مجرى نهر "الأهرامات" كان شبيها بالطريق السريع بهدف نقل الكميات الهائلة من المواد الثقيلة والأعداد الكبيرة من العمال لبناء الأهرامات التي بنيت بشكل أو بآخر على السهول الفيضية الواقعة على بعد كيلومتر واحد فقط في المتوسط من ضفاف مجرى نهر "الأهرامات" الفرعي.