عناوين النشرة العلمية :
- تقنيات الليزر قد تلعب دورا بارزا في مكافحة العسل المغشوش
- الأنسولين الذكي (GRIs) قد يبسّط علاج النمط الأول من السكري
-أقدم عشبة بحرية معروفة حتى الآن تأويها فنلندا وهي Zostera marina
التحايل في صناعة عسل غير أصيل خلط إمّا بشراب السكّر أو بالنشويات أو بالرماد آفة غشّ تضرب مصالح مربّي العسل الشرفاء، أينما كان.
يباع العسل المغشوش بسعر أرخص بكثير مقارنة بالعسل الطبيعي ليتعرّض المستهلكون "للتضليل" بمعلومات غامضة، بالأخصّ حين لا يذكر البلد الذي جني فيه العسل إذ أنّ التفلّت يصل إلى حدّ تركيب وخلط أنواع من العسل أنتجت في بلدان عدّة دون حسيب أو رقيب.
يتعامل الاتحاد الأوروبي مع زيادة هائلة في واردات العسل المغشوش بعدما كشفت نتائج تحقيق أجرته المفوضية الأوروبية في آذار/مارس 2023، إنّ 46 % من العينات المستوردة التي فُحصت يُشتبه في أنها مغشوشة، عن طريق إضافة شراب السكر إليها بهدف خفض كلفة الإنتاج.
كما أن حوالى 74 % من أنواع العسل الواردة من الصين اعتُبرت مشبوهة، وكذلك السواد الأعظم من أنواع العسل المستوردة من تركيا.
لمقاومة هذه الظاهرة، يعمل باحثون إنكليز من مختبر جامعة أستون في برمنغهام على تطوير أحدث تقنيات الليزر للكشف عن الغشّ الحاصل في منتجات العسل.
يستخدم العلماء الليزر لدراسة العينات على المستوى الجزيئي، وهي تقنية تُعرف باسم التحليل الطيفي الفلوري. في إطار هذه التقنية، تُجمع ترددات الضوء التي يبعثها العسل في صورة ثلاثية الأبعاد، أو ما يُعرف ب"البصمة الجزيئية"، ما يتيح التعرف على المواد الكيميائية الحيوية الموجودة في المنتج.
أنواع العسل التي تخضع للدراسة عبر الليزر تصدر أضواءَ ملوّنة تعكس اختلاف تركيبها: من الأخضر الساطع لأحدها، إلى الأزرق البارد للآخر.
باستخدام تكنولوجيا "البصمة الجزيئية" التي يوفّرها الليزر بشأن طبيعة تكوين العسل، يستطيع فريق الباحثين "التعرف على الفور على تركيز المنتجات المغشوشة في العينات".
أحد أهداف Alex Rozhin أستاذ تكنولوجيا النانو ورئيس المشروع في مختبر جامعة Aston، هو إنشاء نسخة من ابتكارهم يمكن استخدامها من مربّي النحل أو حتى المستهلكين لضبط الغشّ في العسل بمعدات أبسط أو حتى باستخدام الهاتف الذكي.
عندما نتمكّن بمساعدة الذكاء الاصطناعي من إنشاء قاعدة بيانات لمختلف أنواع العسل وعندما نتوصّل إلى تكوين فهرس للبصمات البيومترية الخاصّة بالعسل قد نحرز في المستقبل تقدّما ملموسا في جعل السوق أكثر شفافية.
مساعي لتبسيط علاج النوع الأوّل من السكّري
بعد أكثر من 100 عام على اكتشاف الأنسولين في عام 1921، قد تتبسّط علاجات النوع الأول من السكري بفضل الأنسولين الذكي smart insuline أو ما يسمّى new glucose-responsive insulins (GRIs). إنّ ثلاثة مجموعات من الباحثين التابعين لجامعة ستانفورد في الولايات المتحدة، ولجامعة موناش في أستراليا، ولجامعة تشجيانغ في الصين يسعون إلى تسريع تطوير نوع من الأنسولين بغرض أن يصبح عدد مرات الحقن اللازمة منه مرة واحدة فقط في الأسبوع بدل 10 مرات يوميا لدى بعض المرضى.
لتطوير الأنسولين الذكي الذي سيساعد المرضى على إدارة حالتهم الصحّية بشكل أفضل، لقد حصلت 6 مشاريع بحثية على تمويل قدره 3 ملايين جنيه إسترليني. يركز أربعة منها على تطوير أنواع جديدة من الأنسولين المستجيب للغلوكوز GRIs، بينما يهدف مشروع آخر إلى العثور على نوع من الأنسولين فائق السرعة Faster insulin. أما المشروع السادس فيتمحور حول بروتين يجمع بين الأنسولين وهرمون آخر، هو glucagon. يحفز هرمون glucagon الكبد على إطلاق المزيد من الجلوكوز عندما تنخفض مستوياته في الدم.
تعوّل أهمّية كبرى على الأنسولين الذكي الذي يتوقع أن يحدث ثورة في علاج مرض السكري من النوع الأول وأن يحسّن بشكل كبير حياة الملايين من المرضى حول العالم.
عشبة Zostera marina أقدم النباتات البحرية إلى الآن !
المياه الساحلية الفنلندية لبحر البلطيق تضمّ أقدم قاعدة أعشاب بحرية معروفة حتى الآن في العالم. تلك الأعشاب المسمّاة Zostera marina أو بالعربية أعشاب الأبقليس توفّر عبر مروجها تحت الماء نظاما بيئيا بحريا هو الأهم في فنلندا. كما تخزّن ثاني أكسيد الكربون في سيقانها وجذورها. ورغم قدرة صمود أعشاب zostera تجاه الملوّثات البحرية وارتفاع درجات حرارة مياه البحر، فإنّها تعدّ من الأنواع المهدّدة بالانقراض بعدما أتلفت 60 في المئة من مراعيها على مدى الأعوام المئة الأخيرة في غرب بحر البلطيق.
بعد دراسة 20 مجموعة من عشبة Zostera حول العالم من قبل باحثين بقيادة Thorsten Reusch ، الاختصاصي في البيئة البحرية وعالم الأحياء التطوري من مركز "Geomar" التابع لجامعة Kiel الألمانية تمكّنوا من تحديد عمر سلف هذه النباتات بدقة لم يسبق لها مثيل حين نعلم أنّ عمره أكثر من 1403 أعوام، بالاستناد إلى دراسة منشورة حديثا في مجلّة Nature Ecology & Evolution.
أتاح هذا الاكتشاف طريقة جديدة لتحديد عمر النباتات البحرية. نباتات لو فهمنا كيفية تجنّبها لأعراض الشيخوخة على مدى آلاف السنين، يمكننا أن نتوصّل إلى معطيات واضحة عن "كيفية إدارة الشيخوخة لدى البشر".
لتحديد عمر سلف نبتة zostera البحرية الفنلندية بدقّة فائقة، اعتمد الباحثون الألمان بمساعدة باحثين آخرين من جامعات لندن وDavis على تقنية "الساعة الجينية" التي تقيس نسبة التحوّرات الجينية مع مرور الوقت، أي تقيس عداد الاستنساخ الذاتي اللامتناهي لتلك الأعشاب البحرية بهدف تكاثرها وبقائها على قيد الحياة.
توقّع Thorsten Reusch أن تتيح مستقبلا تقنية "الساعة البيولوجية" اكتشاف النباتات المائية الأقدم، التي يبلغ عمرها "مئة ألف عام أو أكثر".