عناوين النشرة العلمية :
- العلاج المناعي immunotherapy يثبت مزاياه بمواجهة عدد متزايد من السرطانات
- برامج الذكاء الاصطناعي "تسرع وتيرة أزمة المناخ" بحسب الباحثة الكندية من أصل روسي Sasha Luccioni
- البلاستيك لا يزال وسيلة توضيب رئيسية حول العالم رغم ضرره البيئي
مؤتمر Esmo السنوي للجمعية الأوروبية لطب الأورام الذي يعقد من الثالث عشر إلى السابع عشر من سبتمبر/أيلول في مدينة برشلونة الإسبانية خُصّص لإبراز فوائد العلاج المناعي immunothérapie الذي استطاع أن يقاوم خلال السنوات الأخيرة عددا متزايد من الأمراض السرطانية، ولا سيما "السرطان الثلاثي السلبي"، Triple-Negative Breast Cancer ذلك الشكل الخطير من سرطان الثدي.
تُعتبر تقنية العلاج المناعي "ثورية"، هي التي لم تعد تعمل على الخلية السرطانية نفسها، بل على تحفيز الجهاز المناعي للمريض لجعله يحارب الأورام.
يطال سرطان الثدي السلبي الثلاثي سنويا 9000 امرأة في سن صغيرة. وذلك النوع العدواني من سرطانات الثدي لا يتجاوب مع جرعات هرمون الاستروجين أو البروجسترون، أي لا يستجيب للعلاجات الشائعة الأساسية التي تستخدم في أشكال أخرى من سرطان الثدي.
إلّا أنّ العلاج المناعي عندما يرفق بالعلاج الكيميائي في مزيج يلتزم به قبل الجراحة وبعدها، أدّى هذا العلاج إلى تحسّن فرص البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل لدى النساء المصابات بالسرطان السلبي الثلاثي، وفق دراسة فرنسية قدّمتها Sofia Riveraرئيسة قسم العلاج الإشعاعي والأورام في معهد Gustave Roussy.
بحسب نتائج هذه الدراسة الفرنسية، إنّ النساء اللواتي تلقّين العلاج المناعي لمكافحة سرطان الثدي السلبي الثلاثي كان معدل بقائهن الإجمالي على قيد الحياة للسنوات الخمس التالية يبلغ 86,6 % في حين كان المعدّل الإجمالي لدى مجموعة العلاج الوهمي 81,7 %.
دور العلاج المناعي في قصّة مكافحة السرطانات الأخرى يبرز أيضا في سرطان المثانة الغازي للعضلات وفي سرطان عنق الرحم المتقدم.
في شقّ آخر على صلة بتخفيف عبء العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي، تناولت دراسة فرنسية من معهد غوستاف روسي إمكانية اختصار مدة العلاج الإشعاعي من خمسة أسابيع إلى ثلاثة لتصبح الجلسات 15 جلسة بدل 25 جلسة. أتى هذا الاقتراح خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لطب الأورام في برشلونة إذ من المحتمل جدا أن يبدا قريبا توفير العلاج الإشعاعي المختصر للنساء المصابات بسرطان الثدي الذي امتدّ إلى العقد اللمفاوية والذي يمثل 30 في المئة من سرطانات الثدي عموما.
البصمة الكربونية لبرامج الذكاء الاصطناعي لا يستهان بها
الطاقة التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي التوليدي تفوق 30 مرّة الطاقة التي تلزم لمحرك بحث تقليدي يحاول العثور على اسم عاصمة بلد ما فيما تقدّم برامج "تشات جي بي تي" و" Midjourney " معلومات مستفيضة عن عاصمة محدّدة، ما يجعل العملية أكثر استهلاكا للطاقة. هذا ما حذّرت منه الباحثة الكندية Sasha Luccioni التي تسعى إلى زيادة وعي التأثير البيئي لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
كانت صنّفت مجلة "Time" الأميركية الباحثة الكندية Sasha Luccioni واحدة من أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم في العام 2024 لأنّها رائدة في دراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على المناخ. في العام 2020، شاركت Luccioni في إنشاء أداة "CodeCarbon"" المخصصة للمطورين من أجل تحديد البصمة الكربونية التي يتركها تشغيل جزء من التعليمات البرمجية.
حاليا، ترأس الباحثة Luccioni استراتيجية المناخ في الشركة الناشئة " Hugging Face "، تلك المنصة لمشاركة نماذج الذكاء الاصطناعي ذات الوصول المفتوح. لذلك تعمل هذه الباحثة على إنشاء نظام اعتماد للخوارزميات.
فعلى غرار برنامج " Energy Star" التابع لوكالة حماية البيئة الأميركية الذي يمنح نقاطا للأجهزة الإلكترونية استنادا إلى كمية الطاقة التي تستهلكها، سيمكّن نظام الخوارزميات حالما يُعتمد من معرفة كمية الطاقة المستهلكة من منتج ذكاء اصطناعي. هذا النظام يهدف إلى تشجيع المستخدمين والمطورين على "اتخاذ قرارات أفضل" أثناء بنائهم لنماذج اللغة ضمن برامج الذكاء الاصطناعي. نماذج تتطلب قدرات حاسوبية هائلة للتدريب على مليارات نقاط البيانات الأمر الذي يستلزم خوادم قوية تستهلك طاقة غير رصينة.
أظهرت لوتشيوني في دراستها الأخيرة، أظهرت الباحثة Luccioni أن إنتاج صورة عالية الوضوح باستخدام الذكاء الاصطناعي، يستهلك طاقة تعادل ما تستهلكه إعادة شحن بطارية الهاتف الخلوي إلى الحد الأقصى.
وضع التلوّث البلاستيكي في خمس مدن عالمية
فيما يأمل المفاوضون في التوصل سنة 2024 إلى أول معاهدة عالمية لمكافحة التلوث البلاستيكي، تبيّن لوكالة فرانس برس أن الإقبال على البلاستيك لا يزال كبيرا في عمليات التوضيب نظرا إلى كونه خيارا عمليا ومنخفض الكلفة.
يبلغ حجم النفايات البلاستيكية الموَلَّدَة سنويا في كل أنحاء العالم يبلغ 400 مليون طن، معظمها يتأتى من منتجات تُرمى بعد دقائق قليلة من استخدامها. راهنا وفي تحقيق قامت به وكالة أنباء فرانس برس ظهر أنّ الاستعانة بالبلاستيك ذي الاستخدام الواحد يبقى منتشرا في خمس مدن عالمية. أوّلها بانكوك التي تبقى شاهدا على أنّ تايلاندا تنتج مليوني طن من النفايات البلاستيكية سنويا.
أمّا في لاغوس عاصمة نيجيريا الاقتصادية حيث الشعب الفقير لا يملك ثمن شراء المياه المعبأة في زجاجات، فيتناثر يوميا في البيئة 60 مليون كيس بلاستيكي كان يضمّ الماء النقي لاستخدامات الشرب والطهي والغسيل.
من جهة البرازيل، تستقبل صناديق القمامة على طول شواطئ ريو دي جانيرو حوالى 130 طنا من النفايات يوميا، لكن البلاستيك لا يخضع للفرز، ويعاد تدوير 3% فقط من النفايات البرازيلية كل عام.
في فرنسا ومع أن الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد حظرت منذ العام 2016، لا يزال من الممكن في باريس توزيع الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام والمصنوعة من البلاستيك السميك قليلا أو الأكياس "ذات المصدر الحيوي" أو القابلة للتحلل.
صورة التلوث البلاستيكي في الخليج العربي ليست أحسن من سائر البلدان إذ تبقى الإمارات واحدة من أكبر منتجي النفايات للفرد في العالم، ويشكل البلاستيك ذو الاستخدام الواحد 40% من إجمالي البلاستيك المستخدم في الدولة.
لكن منذ حزيران/يونيو، حُظرت الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد وعناصر مماثلة عدة، على ان يشمل الحظر الحاويات المصنوعة من البوليسترين العام المقبل.